كيفية تعليم الأطفال النطق والكلام وتطوير مهارات التخاطب
النطق السليم مهارة تتطور عند الطفل ويكتسبها بالمحاكاة والتدريب، وهذا هو الهدف الذي تسعى له جميع الأمهات، لكن يجب أن تعلمي أن ليس كل الأطفال سواء، فبينما ينطق بعض الأطفال بعض الكلمات الأولى سريعًا، يحتاج بعضهم الآخر وقتًا طويلًا قبل أن ينطقوا كلمة واحدة، لكن لا داعي للقلق طالما كانت أعضاء السمع والنطق عند الطفل سليمة، وإنما قد يحتاج بعض الأطفال للتدريب والمساعدة حتى يتمكنوا من نطق كلماتهم الأولى.
لذلك عزيزتي الأم سوف نخبرك في مقالنا هذا عن أهم الطرق والنصائح التي تساعد على تعليم الأطفال النطق السليم وتطور لديه تلك المهارة بأساليب بسيطة وممتعة، ابقي معنا.
متى يمكن للطفل أن يتعلم النطق؟
عادةً ما يتمكن الطفل من نطق ثلاث أو أربع كلمات من بعد عامه الأول، ويستطيع نطق جملة من ثلاث كلمات في عمر السنتين، ويتمكن من ترديد الكلمات المسموعة مثل الببغاء الصغير، ويلفت نظره الأغاني والأناشيد ذات الأنغام الجميلة، وفي عمر الثالثة غالبًا ما يتمكن الطفل من تكوين جمل كاملة، ويحفظ الألوان والأشياء والأسماء، أما في الرابعة فقد أصبح الطفل طليق اللسان في غالب الأمر، وقد يعاني من مشكلة في نطق حرف ما أو أكثر، وتستمر المشكلة معه لما بعد الرابعة حتى دخوله إلى المدرسة ليبدأ تلقائيًا تصحيح مفرداته مالم يكن لديه مشكلة ما.
ما هو سبب ضعف نطق الكلمات عند الأطفال؟
قبل أن نتحدث عن العوامل التي تأخر النطق، يجب أولًا أن نشرح لكِ ما المقصود بتأخر النطقِ، فهو يُقصد به عدم تطور اللغة عند الطفل بالمعدل المتوقع، ويمكن القول إن الطفل متأخر عندما تكون حصيلة كلماته أقل من 10 كلمات في سن 18 إلى 20 شهرًا، أو أقل من 50 كلمة في عمر 21 إلى 30 شهرًا، وهي حالة تؤثر في 10% من الأطفال في سن الحضانة أو ما قبل المدرسة، وتحدث لأسباب متعددة أهمها:
مشكلات السمع:
قد تؤدي التهابات الأذن المتكررة لمشكلة في السمع أو قد يُولد الطفل بها، لذا من الشائع أن يعاني من ضعف في اللغة والتواصل أيضًا، لأن الطفل يطور مهاراته اللغوية من خلال سماع الكلمات بشكل متكرر، وحفظها في ذاكرته واستعادتها وقت الحاجة.
التوحد:
لتوضيح الأمر، فليس كل طفل متأخر في الكلام يعاني من التوحد، ولكن تعاني نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالتوحد من مشكلات في التواصل اللفظي وغير اللفظي.
مشاكل عضوية في الفم:
قد يكون تأخر الكلام لدى الطفل بسبب مشكلة في الفم، كمشكلات اللسان والحنك (سقف الفم) واللسان المربوط، وهو واحد من أكثر المشكلات الشائعة لدى الأطفال، وفيه يكون الجلد أسفل اللسان قصيرًا، فيحد من حركة اللسان، ويصعب على الطفل الكلام.
كذلك قد يعاني الطفل من مشكلات حركية في الفم، ويحدث هذا عندما تكون هناك مشكلة في مناطق الدماغ المسؤولة عن الكلام، مما يجعل من الصعب تنسيق الشفاه واللسان والفك لإنتاج أصوات الكلام.
مشاكل نفسية:
قد يكون تأخر الطفل في الكلام نتيجة مشكلة نفسية، كالإهمال، إذ يشعر بأنه لا يحظى باهتمام من الأم أو الأب أو كليهما، فلا يحاول التواصل معهم، كذلك قد تترك الإساءات الجسدية والنفسية تأثيرًا في الطفل، فيفضل الانطواء والسكوت.
وقد يتأخر الطفل عن النطق لأسباب غير مرضية، مثل:
تطور بعض المهارات أولًا:
قد تتطور المهارات الحركية لدى الطفل أولًا، كالقفز والتسلق وغيرهما، ويطور مهارات الكلام في وقتٍ لاحق.
تلبية حاجات الطفل بشكل فوري:
عدم منح الفرصة للطفل للتعبير عن نفسه، وتلبية متطلباته بالإيماء وبمجرد الإشارة إليها، فلا تجيبي بالنيابة عنه عندما يطلب منك كوب ماء، حاولي الاستفسار منه ليخبرك بما يريد، واسأليه: هل تشعر بالعطش؟ وهذا ما يساعده على زيادة حصيلة مفرداته، ويطور مهارات التحدث لديه.
تعدد اللغات في المنزل:
قد لا يتمكن الطفل من التركيز على حفظ كلمات معينة، بسبب كثرة المفردات المختلفة التي يسمعها في البيت.
عدم التواصل بينه وبين أفراد الأسرة:
كانشغالك أنتِ وأبوه بالأعمال والمهام اليومية، فلا تتواصلان معه بشكل كافٍ من خلال الأنشطة المختلفة، كالقراءة وغيرها.
تعليم الأطفال النطق

يمكنك تعليم طفلك النطق وتطوير مهاراته اللغوية، من خلال بعض العادات البسيطة مثل:
اقرأي القصص لطفلك:
القراءة من أكثر الطرق الفعالة لتعليم الأطفال النطق، إذ تساعد على زيادة حصيلة مفردات الطفل، لذا اشتري لصغيرك كتبًا تحمل رسومًا ملونة، وأشيري لكل كلمة في أثناء القراءة، واقرئي له وعبري عن الكلمات باستخدام تعبيرات وجهك، حتى يتمكن من الربط بين كل كلمة وما تعنيه، ويُفضل قراءة الكتاب نفسه لفترة قبل الانتقال لكتاب جديد.
دعيه يستمع إلى الأغاني وبرامج الأطفال:
يمكن أن يسمع طفلكِ بعض الأغاني المخصصة للأطفال سواء كانت بالفصحى أو العامية، كما يمكن أن يسمع بعض الحوارات في أفلام الكرتون والتي تعزز اللغة والمفردات لديه.
عرفي طفلك على الأشياء المحيطة به:
أشيري له على الأشياء المحيطة به بأسمائها وبألوانها، وكرري ذلك عليه قبل تمام السنة الأولى وبعدها علمي طفلك أسماء أعضاء جسمه كالوجه واليدين والأنف والشفتين وغير ذلك، وحبذا لو كان ذلك بالعامية والفصحى.
دعيه يستخدم الهاتف:
إن أغلب الأطفال ينجذبون لمسك سماعة الهاتف والتحدث عبرها، ويمكن استغلال هذه الميزة الإيجابية في تعليم الطفل النطق وذلك من خلال دفعه للرد على الاتصالات الواردة، والقيام بدردشة عندما يتصل أحد من أفراد العائلة أو الأصدقاء، في البداية يمكن تدريب الطفل على قول مرحباً وذلك باستخدام إشارات بصرية له، ثمّ مساعدته في فهم كلام المتصل من خلال ترجمة الحديث له ودفعه بإعطائه الإجابة المناسبة حتّى لا يشعر بالإحباط، مع مراعاة الاتفاق المسبق مع المتصل على استخدام بعض الأسئلة البسيطة لتحريض النطق عند الطفل، كما يمكن تشجيعه على بدء الحوار من خلال جمل تحفيزية، مثل هل تستطيع أن تخبر والدك بما فعلت اليوم؟
تعاملي مع طفلك وكأنه شخصًا واعيٍ:
منذ ولادة الطفل يجب أن تتعاملي مع طفلك على أنه شخص واعي وفاهم لأي كلمة تقولينها، وعندها تبدأين معه بتعلم النطق والكلمات، قومي بطرح الأسئلة عليه مع توضيح الأدوات، فمثلاً يمكنكِ أن تقولي له هل تريد أن تشرب الحليب؟ بلغة واضحة مع الإشارة للحليب، أو هل تريد أن تنام؟ وبالرغم من أنكِ ستشعرين بأنه لا يعي أي شيء مما تقولينه إلا أن ما تقومين به في الحقيقة يقوي شخصيته ويدعم النطق والكلام لديه، لأن الأمر سيبدو مألوفاً له فيما بعد.
التكلم المستمر مع الطفل:
يجب أن تتحدثي مع صغيرك بصورة مستمرة، واشرحي له كل ما تقومين به خلال اليوم، ليكتسب منكِ مفردات جديدة، ويحفظها في ذاكرته، ويستخدمها وقت الحاجة. حدثيه في أثناء الطهي، وخلال تنظيف المنزل، وحاولي أن يكون صوتك عاليًا، وانطقي الكلمات ببطء وبمخارج، واضحة حتى يتمكن من حفظها.
لا تقلدي طفلك بنطق الكلمات الخاطئة:
لا تتحدثي مع طفلكِ إلا بلغة سليمة وواضحة دون اللعب بالكلمات وتغييرها كنوع من أنواع الدلع، أو تقليد الطفل بنطق كلماته، لأن هذا الأسلوب سيعزز النطق الخاطئ لدى الطفل.
خلق بيئة غنية بالاتصال:
اسمحي لطفلك بقضاء الوقت مع أشقائه الأكبر منه، ليلاعبوه ويحدثوه ويتواصلون معه لإكسابه المهارة تدريجيًّا، أو دعيه يختلط بأقرانه ويتبادل الكلمات معهم، فلا شيء قد يشجع طفلكِ على الكلام، كالتحدث مع أطفال في عمره. ستقوي هذه الصلات الاجتماعية من شخصيته وستساعده على اكتساب كلمات جديدة.
تكرار الحروف والكلمات:
الحل الأكثر فعالية لتعليم الأطفال النطق هو تكرار الحروف والكلمات من قبل أحد الوالدين أو جليسة الأطفال. لطالما كان تكرار شيء ما فعالًا في التعليم وكان له نتيجة إيجابية حتى يومنا هذا. يجب تكرار الحروف من قبل الوالدين حتى لا يشعر الطفل بالملل، أو الاستعانة بالألعاب الناطقة التي تكرر الأصوات والكلمات، تحدثي أمام اللعبة لتعيد الكلمات نفسها، فيستمع لها طفلك، ويتمكن من حفظها، فهذه وسيلة مرحة ستحفز طفلكِ على النطق بشكل أسرع.
دعي طفلك يتكلم أمام المرآة:
استخدام المرآة طريقة جيدة في تعليم الأطفال النطق وتصحيح مخارج الحروف، على سبيل المثال، الطفل الذي لا يستطيع نطق حرف معين بشكل صحيح يمكنه رؤية موضع لسانه عندما يتم نطق الحرف بشكل خاطئ في المرآة، ومحاولته لتعديل موضع لسانه ونطق الكلمات بالشكل الصحيح.
لعبة البطاقات:
قومي بوضع بطاقات عليها رسومات لحيوانات أو أدوات مطبخ أو ألوان ومكتوب عليها اسم الحيوان أو الأداة، ستطور هذه البطاقات الكلمات واللغة لدى الطفل خاصة أنها تضمن أسلوب الربط مع الصورة.
قد يهمكِ أيضًا: فوائد وأضرار الألعاب الذهنية وأثرها على عقول الأطفال
افتحي حديث قصير مع طفلك:
يمكن أن تفتحي حديث مع طفلكِ حول أمور هو لا يفهمها بعد، مثل الحديث عن الجو في الخارج، أو أن تخبريه أن أخوه في المدرسة وأباه في العمل، بالرغم من عدم فهمه لما تقولينه فإنه سيحب أن يسمع كلامكِ وسيعي عقله أن الكلام هو وسيلة للتواصل.
افسحي له المجال للرد والكلام:
يجب أن تتركي لطفلكِ فرصة الرد أو الحديث أو تجربة النطق بكل حرية، مهما كانت الأخطاء كثيرة أو الكلمات غير واضحة، فهذه الطريقة ستساعده على تجربة الحديث باستمرار وبأنكِ مهتمة لسماعه، كما يمكن أن تستمري معه من خلال طرح الأسئلة عليه بهدف إكمال الحوار معه.
استمعي لطفلك وصححي له الخطأ:
استمعي لطفلك عندما يبدأ الكلام، واصبري عليه حتى وإن كان يتعثر في الكلام كثيرًا، وإذا كان لا يعرف نطق الكلمات بالكامل ويكتفي بترديد المقاطع الصوتية الأولى منها، فلا تكتفِ أنتِ بذلك وساعديه على إكمال الكلمة مرة تلو الأخرى، ودعيه ينظر لفمك وطريقة نطقك، عند تعليمه كلمة جديدة أو تصحيح كلمة ما.
امدحي طفلك وشجعيه:
عندما ينطق طفلكِ أي كلمة جديدة أو يتقن نطق كلمة لم ينطقها بشكل سليم من قبل، فيجب أن تمدحيه وتثني عليه وتقولي له كلمات التحفيز مثل أنت ولد ذكي، وكافئيه تشجيعًا له.
قد يهمكِ أيضًا: