الحمل بعد الولادة القيصرية معلومات تهمك لحمل آمن
من المعروف أن المرأة بعد ولادتها ولادة قيصرية تكون في وضع أصعب من وضعها فيما لو كانت ولادتها طبيعية من حيث الرعاية الصحية والرضاعة وحتى إمكانية الحمل مرة ثانية.
كل امرأة تسعى لإمكانية الحمل مرة أخرى بعد ولادتها إلا أنه في حالة الولادة القيصرية فالوضع يختلف عن الولادة الطبيعية فلنتعرف معًا عن إمكانية الحمل بعد الولادة القيصرية وما يمكن أن يظهر في الأفق من الناحية الطبية من أجل صحة المرأة الحامل وصحة الجنين القادم:
الحمل بعد الولادة القيصرية
من المؤكد أن أكثر النساء بعد إنجابهن لأطفالهم بعملية قيصرية يفكرن في حمل جديد وتسعى إلى التعرف على أفضل الأوقات التي يمكنهن أن ينتظرن بالفعل لإنجاب طفل آخر.
لكل امرأة ترغب في الحمل مرة ثانية بعد ولادتها بعملية قيصرية نقول بأنه قبل أن تشرعين في هذه المغامرة الجديدة ومهما كانت أسبابك في ذلك يجب عليكي أن تسألي نفسك بعض الأسئلة الهامة وهي كم عدد الأشهر التي ستنتظرينها لإمكانية الحمل بعد العملية القيصرية؟ وهل يمكنك أصلًا الحمل بعد العملية القيصرية وأن صحتك تسمح بذلك أم لا؟ إلى غيرها من الأسئلة الهامة التي تعطيك حقائق هامة حول هذا الموضوع.
الحمل بعد الولادة القيصرية بستة أشهر
من الأسئلة الهامة التي يمكن أن تطرحها المرأة بعد ولادتها بعملية قيصرية هو إمكانية انتظار ستة أشهر فقط للحمل مرة ثانية وخاصة إذا كانت بعمر كبير (فوق 37 عامًا) أو ان هناك سبب آخر يضطرها للحمل مرة أخرى وعدم انتظار فترة طويلة بين الحملين.
يقول أحد الأطباء المتخصصين في هذا المجال:
لا يمكن أن يتم الحمل الثاني بعد الولادة بعملية قيصرية فقط بانتظار ستة أشهر بل من الأفضل الانتظار من سنة إلى سنة ونصف لحمل جديد بعد الولادة بعملية قيصرية وذلك للأسباب التالية:
- حتى يشفى الرحم جيدًا لأن الحمل الجديد سيمدده مرة أخرى مما قد يسبب بعض المشاكل الصحية عند المرأة.
- عندما يكون الحمل الثاني (بعد إجراء العملية القيصرية) قريبًا جدًا قد يكون هناك خطر أكبر للولادة المبكرة (مع أو بدون عملية قيصرية لهذه المسألة).
- من ناحية أخرى يخشى الأطباء حدوث تمزق في الرحم على الرغم من أن الإحصائيات تشير إلى أن مثل هذه الحوادث لا تكون أكثر تكرارًا إذا اقترب الحمل.
لذلك:
- يمكننا أن نقول إنه من المطمئن إلى حد ما للمرأة الحامل بالحمل بعد الولادة القيصرية إذا كان هناك حمل مفاجئ في الأفق.
- إلا أنه على الرغم من ذلك كله يوصى بالانتظار قدر الإمكان لحدوث الحمل الثاني بعد العملية القيصرية عندما يكون ذلك ممكنًا للحمل الثاني.
عودة الخصوبة للمرأة بعد العملية القيصرية
السؤال الهام في إمكانية الحمل بعد العملية القيصرية هو أن تعرف المرأة متى تعود لها الخصوبة للحمل مرة أخرى؟
بشكل عام بعد الولادة القيصرية يمكن أن تعود الخصوبة للمرأة أو إمكانية الحمل تكون في نهاية الشهر الأول للأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن رضاعة اصطناعية حيث يشير الأطباء بأن الخصوبة تعود بسرعة أكبر إذا لم ترضع المرأة طفلها رضاعة طبيعية (وهذا بالطبع لا ينطبق على معظم النساء).
مجمل القول إن المدة التي يستغرقها الحمل مرة أخرى تعتمد على إرضاعك لطفلك أو لا؟ لأن الرضاعة الطبيعية وهرمونات الحليب (لدى بعض النساء وليس للغالبية) تساعد على منع الإباضة وعودة الخصوبة لإمكانية الحمل مرة أخرى.
تعود الخصوبة للمرأة بعد الولادة وإذا كانت لا ترضع طفلها رضاعة طبيعية لمعظم النساء بعد 6 أسابيع بعد الولادة القيصرية، كما أنه وجدت دراسة حول عودة الإباضة للمرأة بعد الولادة والتي لا ترضع طفلها رضاعة طبيعية بعد 74 يوم من الولادة (إلا أن الإباضة التي تؤدي للحمل في هذه الحالة قد تباينت بين امرأة وأخرى بشكل كبير).
على العموم يجب أن تعرفي أن التبويض يبدأ قبل أن تأتي الدورة الشهرية بعد الولادة (قيصرية أو طبيعية) لذلك نجد أن غالبية النساء يحملن مرة أخرى قبل أن تبدأ الدورة الشهرية لديهن بعد الولادة وهذا الأمر المفاجئ في الموضوع.
الوقت الطبيعي للحمل بعد الولادة القيصرية

أشار العديد من الأطباء حول هذا الموضوع بضرورة انتظار المرأة كحد أدنى ما يقارب من سنة إلى 18 شهرًا بعد العملية القيصرية قبل أن تغامر وتحمل مرة أخرى، والسبب يعود إلى ضرورة أن يشفى الرحم بشكل جيد وصحي وكذلك شفاء الجرح الذي سببته العملية القيصرية مما يساعد في حماية المرأة من دخولها في مخاطر الآثار الجانبية والمضاعفات التي يمكن أن تحدث في الحمل الثاني والولادة مرة أخرى.
وهذا يعود أيضًا لأسباب التالية:
يحتاج جسمك فترة لعودته لوضعه الطبيعي:
صحيح أن الانتظار لمدة 18 شهرًا بعد العملية القيصرية يعتبر وقتًا طويلاً جدًا لكن هذا ضروري لصحة جسمك والذي فقد العديد من العناصر الغذائية في فترة الحمل والولادة وبالتالي يجب تعويض هذا النقص واستعادة جسمك لعافيته، ومن الممكن أن تعاني في هذه الفترة من نقص الحديد الذي يسبب فقر الدم بسبب أن هذا العنصر الهام يتفكك في الدم بواسطة جنينك ومشيمته، وقد تفقدين الكثير من الحديد أثناء المخاض.
يجب أن تعلمي أن المرأة التي تلد بعملية قيصرية تفقد كمية دم أعلى من المرأة التي تلد ولادة طبيعية.
وقايتك من مضاعفات الحمل:
لأنه في أغلب الحالات أن النساء اللواتي يحملن بعد العملية القيصرية دون فترة راحة كافية يمكن أن يتعرضن لتمزق الرحم، إضافة إلى أنهن قد يُنجبن أطفال بأوزان منخفضة، أو يمكن أن يتعرضن للولادة المبكرة (الإجهاض).
ترتيب أولوياتك:
من الضروري أن تنتظري فترة كافية بعد الولادة القيصرية حتى ترتبي وضعك كأم لطفل وتأخذي فترة للراحة والاسترخاء من متاعب الولادة وتهتمي بطفلك ووضعه قبل أن تغامري بحمل ثاني وخاصة إذا كنت بعمر صغير.
أما إذا كنت في أواخر العقد الرابع من عمرك وترغبين في الحمل بعد العملية القيصرية فيمكنك أن تدرسي هذا الوضع مع طبيبك المشرف لمعرفة الوقت المناسب لك لحمل آخر وهذا يختلف بين امرأة وأخرى.
هل سألد بعملية قيصرية دائمًا؟
هناك بعض النساء يلدن بعملية قيصرية ثم في الحمل الثاني يلدن ولادة طبيعية لأن الولادة بعملية قيصرية لا يعني بالضرورة أن تكون كل الولادات قيصرية.
ولكن من المؤكد أن تعرفي أنه بعد ولادتك بعمليتين قيصريتين فالولادة التالية ستكون بعملية قيصرية بشكل إلزامي.
ملاحظة هامة:
الطبيب المشرف على الولادة هو الذي يستطيع أن يتحكم في طريقة الولادة الطبيعية من القيصرية، لأنه من خلال التشخيص أثناء الولادة ومراقبة الحامل خلال تسعة أشهر يمكنه تحديد فيما إذا كان الرحم صحيًا وليس هناك أي خطر على تمزقه أو على صحة الأم أو الجنين.
إضافة إلى أن الطبيب يعرف فيما إذا كان حوض الحامل ضيقًا جدًا فمن غير المرجح أن يجري ولادة طبيعية إضافة إلى أنه في كل مرات الحمل ستكون الولادة قيصرية.
ومن خلال مراقبة الحامل خلال فترة الحمل يعرف الطبيب وضع الجنين داخل الرحم أثناء الولادة وأن وضعه جيد أو لا؟ بالإضافة إلى وزنه فيما لو كان يزيد عن 3.8 كجم وبالتالي يقرر فيما لو أن الولادة طبيعية أو قيصرية.
نصائح للراغبات في الحمل بعد الولادة القيصرية
يمكنك بعد استشارة طبيبك المشرف على ولادتك أن تتعرفي على السبل الكفيلة في حمل صحي وبدون مخاطر إضافة إلى ضرورة اتباعك بعض النصائح الهامة:
- تناولي المكملات الغذائية والفيتامينات الهامة التي يجب عليك إدخالها في نظامك الغذائي خاصة أنك فقدت العديد منها في فترة حملك السابق وأثناء ولادتك ليعود جسمك صحيًا وقويًا وتحت اشراف الطبيب.
- يجب أن تتحكمي في دورة التبويض لأن الجسم بعد الحمل يحتاج إلى فترة ليعود إلى دورته الطبيعية وإن معرفتك بموعد الإباضة عندك ستكونين أكثر قدرة لحمل آخر.
- عليك أن تتبعي نمط حياة صحي يتهيأ فيه جسمك لحمل آخر بعد العملية القيصرية من خلال ابتعادك عن التدخين والاهتمام بنظامك الغذائي وراحة البال.
أخيرًا …
يجب تشجيع جميع النساء على تولي مسؤولية صحتهم الجسدية والعقلية لأن الطب والأطباء لا يستطيعون فعل كل شيء حتى تبقى دائمًا بصحة وعافية هي وجنينها وأولادها.
بشكل عام سواء بالولادة الطبيعية أو القيصرية لا تبدأ الإباضة عند معظم النساء فور الولادة ولكن يختلف توقيت عودة الدورة الشهرية بين امرأة وأخرى.
تختلف الدورة الشهرية لكل امرأة وتؤثر عوامل مثل تدخين المرأة ووزنها والرضاعة الطبيعية، والإجهاد والنظام الغذائي والطرق التي تتبعها المرأة لمنع الحمل على توقيت عودة الخصوبة.
إذا كنت تخططين لمنع الحمل بعد الولادة فمن الأفضل استشارة طبيبك حول طرق تنظيم الحمل (خاصة إذا كنت ترضعين طفلك ولست متأكدة من موعد عودة الدورة الشهرية).
لا تنسي استشارة طبيب أمراض النساء لإعادة الحمل بعد الولادة والقيام بذلك بمعرفة ومراجعة كاملة للحالة.
المصدر: