أسباب استمرار الصفار عند الرضع لأكثر من شهر وطرق علاجه

استمرار الصفار

الصفار أو المعروف باسم اليرقان يُصاب به الأطفال حديثي الولادة مما يجعل لون الجلد وبياض العينين أصفر نتيجة تراكم مادة تسمى البيليروبين في الدم وهي عبارة عن أصباغ برتقالية اللون موجودة في الدم.

سنتحدث في هذا المقال عن الصفار أو اليرقان الوليدي الذي يصيب الأطفال حديثي الولادة ويستمر لأكثر من شهر من خلال التعرف على أسباب استمرار الصفار عند الرضع لأكثر من شهر وطرق علاجه مع بيان بعض الحقائق عن خطورته فتعالي معنا.

 الصفار (اليرقان) الوليدي

يبدأ ظهور الصفار عادة في حالة ولادة الطفل الكامل خلال يومين أو ثلاثة أيام من الحياة ويصل الحد الأقصى لهذا المرض من 3 الى 15 يوم ويختفي بعد الأسبوع الأول من عمر الطفل، أما في الأطفال الخدج فيمكن أن يستمر بضعة أسابيع.

آلية مرض الصفار (اليرقان الوليدي):

استمرار الصفار لشهر

يُفرز جزء من البيليروبين في براز الأطفال حديثي الولادة. لذلك يكون اليرقان أقوى عندما لا يشرب الطفل ما يكفي من الحليب وتعمل أمعائه بشكل سيئ.

الصفار أو اليرقان هو اضطراب يميل فيه بياض عيني الطفل وجلده إلى اللون الأصفر الشاحب.

ويبدأ ظهور الصفار على جلد وجه الرضيع ويستمر حتى العنق والرقبة والصدر وفي الحالات الشديدة يصل الصفار إلى أصابع قدم الطفل ويتحول لون الجسم كله إلى اللون الأصفر.

يصاب أكثر من نصف الأطفال بالصفار بعد يومين إلى خمسة أيام من الولادة واعتمادًا على سبب الإصابة بالصفار قد يكون فترته قصيرة أو طويلة.

كما تختلف شدة الصفار ودرجته من طفل لآخر إضافة إلى أن الأطفال الخدج هم أكثر عرضة للإصابة بالصفار ويحتاجون إلى مزيد من الوقت للشفاء.

في معظم الحالات يكون الصفار غير ضار ومؤقت حيث يختفي في بعض الأحيان من تلقاء نفسه أو مع القليل من العلاج، ومع ذلك لا ينبغي تجاهله لأنه في حالات نادرة جدًا يمكن أن يكون خطيرًا ويسبب ضررًا للطفل.

ما هو البيليروبين؟

البيليروبين عبارة عن صبغة صفراوية أو برتقالية وهي نوع من الصبغة التي يمكن أن تتراكم على جلد الأطفال حديثي الولادة وعند الأطفال الخدج حيث ينشأ هذا الصباغ بشكل طبيعي من تدمير الكبد لخلايا الدم الحمراء القديمة حيث يقوم الكبد بأسر هذه المادة مما يؤدي إلى تدميرها عن طريق استعادة الحديد وفي الوقت نفسه ينتج النخاع المزيد من خلايا الدم الحمراء الجديدة وهذا هو الحال طوال الحياة.

وعندما يولد الطفل تكون بعض خلايا الدم الحمراء قديمة بالفعل ويؤدي عدم تدمير خلايا الدم الحمراء “القديمة” إلى تراكم البيليروبين والتي يتم التخلص من هذه المادة في بول الطفل وفي البراز بعد أن يدمرها الكبد.

ولكن عندما يزداد معدل مادة البيليروبين كثيرًا فإنه سيتراكم أيضًا في الجلد ومن هنا يأتي اللون “الأصفر” الذي يمكننا أيضًا رؤيته على بياض العيون التي تتحول أيضًا إلى اللون الأصفر.

لكن ماذا يفعل الكبد بعد ذلك؟

من الضروري ترك القليل من الوقت حتى يبدأ الكبد بشكل جيد حتى يكتمل ويعمل بكامل طاقته بعد ولادة الطفل والذي قد يستغرق الأمر بضعة أيام، ولكن فجأة مع استمرار عدم عمل الكبد بكامل طاقته يزداد مستوى البيليروبين في الدم والجلد ولا يتم التخلص منه بشكل جيد خاصة إذا كان طفلك مولودًا قبل أوانه فهذه الحالة تظهر بشكل أكثر شيوعًا.

يسمى اليرقان أو الصفار الذي يحدث في ظل هذه الظروف “اليرقان الفسيولوجي” حيث يحدث في 60٪ من الأطفال الناضجين والمولودين حديثًا حيث يظهر في اليوم الثاني أو الثالث من الولادة ويبقى معتدلاً (بدون علاج) ويختفي خلال أول 8 إلى10 أيام من حياة الطفل.

استمرار الصفار عند الرضع لأكثر من شهر

يمكن أن يكون البيليروبين خطيرًا على المولود الجديد إذا كان تراكمه كثيرًا في الجسم لأنه يمكن أن يصبح مادة “سامة” لدماغ الوليد في الشهر الأول ثم تترك عواقب لا يمكن التخلص منها أو علاجها.

لذلك عليك توخي الحذر خاصة عندما تعود الأمهات إلى المنزل بعد الولادة مبكرًا جدًا وقبل إجراء أي اختبار للرضيع من أجل الاطمئنان على عدم إصابته بالصفار.

ففي إنجلترا وبعد الولادة مباشرة يقوم فريق الرعاية الطبية بإجراء اختبار مستوى البيليروبين في المنازل وخاصة للأطفال المولودين حديثًا لمراقبة هذا المعدل باستخدام جهاز يسمى “مقياس البيليروبينومتر” عبر الجلد.

ويتم تنظيم مراقبة اليرقان أو الصفار جيدًا في فريق الأمومة لاكتشافه يوميًا لأن علاج الصفار بعد وقت طويل من إصابة الرضيع به يصبح البيليروبين “سامًا”.

أسباب استمرار الصفار عند الرضع لأكثر من شهر (الصفار المطول):

عادة ما يختفي الصفار أو اليرقان بعد أسبوع أو أسبوعين ولكن في بعض الحالات يمكن أن يستمر عند الرضع لأكثر من ذلك فقد يستمر الصفار لأكثر من شهر ولسبب ما يستغرق الشفاء وقتًا أطول.

هناك عدة أسباب للصفار المطول عند الرضع أو لاستمرار الصفار عند الرضع لأكثر من شهر ومن أهم هذه الأسباب:

بعض مكونات حليب الثدي (الرضاعة الطبيعية) وعدم توافق الدم وعدوى المسالك البولية وقصور الغدة الدرقية وفيما يلي هذه الأسباب:

الصفار الناتج عن مكونات حليب الثدي:

رضاعة طبيعية

يعد اليرقان الناتج عن حليب الثدي من أهم أسباب استمرار الصفار عند الرضع لأكثر من شهر أو ما يسمى الصفار المطول عند الرضع.

يبدأ الصفار الناتج عن الرضاعة الطبيعية عادة بعد 3 إلى 5 أيام من عمر الرضيع وقد يستمر لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر.

ويرتبط سبب هذا الصفار لوجود بعض مكونات حليب الأم من أنزيمات وعناصر وهرمونات وأحماض دهنية تقلل من إفراز الكبد لمادة البيليروبين.

إذا قرر الطبيب أن صفار الرضيع ناتج عن لبن الأم وأن الطفل لا يمكن علاجه بطرق مثل العلاج بالضوء فسوف يستبدل حليب الثدي مؤقتًا بالحليب الصناعي ويستأنف الرضاعة الطبيعية بعد يوم إلى يومين عندما يُشفى الرضيع من الصفار.

الصفار الناتج عن التهاب المسالك البولية:

عدوى المسالك البولية هي أيضًا أحد الأسباب المهمة للصفار المطول عند الرضع حيث عادة ما يتحول الصفار الناتج عن التهاب المسالك البولية إلى أعراض لاحقة.

بشكل عام عندما يُتوقع أن ينخفض ​​الصفار ويزداد فقد يكون ذلك بسبب التهاب المسالك البولية لذلك يجب فحص الأطفال الذين يصابون بالصفار بعد أسبوع واحد من عدوى المسالك البولية.

الصفار بسبب عدم توافق فصيلة الدم:

عدم توافق فصيلة الدم بين الطفل والأم هو السبب الرئيسي الثالث لاستمرار الصفار عند الرضع لأكثر من شهر أو اليرقان المطول عند الرضع.

فإذا كانت فصيلة دم الأم سالبة O أو RH فقد لا تتوافق مع فصيلة دم الطفل وفي هذه الحالة قد يصاب الطفل بالصفار وقد يكون وقت العلاج طويلاً.

الصفار الناتج عن قصور الغدة الدرقية:

تعتبر الغدة الدرقية من أهم الغدد في الجسم وهي المسؤولة عن إفراز هرمون النمو وقد يصاب بعض الأطفال بقصور الغدة الدرقية عند الولادة.

يتسبب قصور الغدة الدرقية عند الرضيع في عدم إفراز هرمون النمو بشكل كافي كما أنه يجعل علاج الصفار عند الأطفال غير سهل.

سيصف الطبيب عادة دواء لعلاج قصور الغدة الدرقية حيث يتم علاج معظم الأطفال المصابين بالصفار وقصور الغدة الدرقية ولا داعي للقلق.

علاج استمرار الصفار عند الرضع لأكثر من شهر

علاج الصفار بالضوء

أحد علاجات الصفار عند الرضع هو العلاج بالضوء وبشكل عام يعتمد اختيار علاج الصفار عند الرضع على درجة الصفار لديهم.

إذا لم يكن الصفار شديدًا فقد يطلب منك طبيبك الانتظار ومساعدة طفلك عن طريق زيادة الرضاعة الطبيعية حيث تؤدي زيادة الرضاعة الطبيعية إلى تسريع إزالة مادة البيليروبين من الجسم.

إذا تم تشخيص إصابة الرضيع بالصفار من قبل الطبيب فهناك طرق أخرى لعلاج الصفار عند الرضع وهي:

العلاج بالضوء:

في هذه الطريقة يتم وضع الرضيع داخل جهاز العلاج بالضوء حيث يبعث هذا الجهاز أضواء زرقاء وخضراء على جسم الطفل تزيد هذه الأضواء من معدل خروج البيليروبين من الجسم.

وعندما يكون الطفل داخل الجهاز يجب أن يكون عاريًا تمامًا ولا يستخدم سوى عصابات العين والحفاضات.

ويتم علاج نسبة عالية من الأطفال بهذه الطريقة وهي طريقة آمنة تمامًا.

العلاج بالغلوبولين المناعي الوريدي أو IVIG:

هذه الطريقة ليست شائعة جدًا ولكنها تستخدم أحيانًا في الحالات التي يحدث فيها الصفار بسبب عدم توافق فصيلة الدم بين الأم والطفل.

نقل الدم:

نادرًا ما تستخدم هذه الطريقة وهي الأكثر استخدامًا إذا لم يتم علاج الطفل بطرق أخرى.

حيث تتم هذه الطريقة بأن يقوم الطبيب بتبادل بعضًا من دم الطفل مع شخص آخر وأثناء العلاج يجب رعاية الطفل في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.

هل استمرار الصفار عند الرضع لأكثر من شهر خطير؟

في معظم الحالات لا يمثل الصفار مصدر قلق وقد يُشفى الرضيع من تلقاء نفسه ولكن إذا كان الرضيع مصابًا بدرجة عالية من الصفار ولم تتم معالجته جيدًا واستمر لأكثر من الفترة الشائعة لعلاجه وهي من أسبوع إلى اسبوعين على الأكثر فهذا أمر خطير لذا كوني حذرة.

لأنه في حالات نادرة جدًا يمكن أن يؤدي الصفار الشديد غير المنضبط والمطول أو المستمر لفترة طويلة إلى تلف الجهاز العصبي للطفل مما يتسبب في الصمم أو تأخر النمو أو شكل من أشكال الشلل الدماغي.

كيف يمكننا مساعدة الرضيع المصاب بالصفار؟

العناية بالطفل المصاب بالصفار

يمكن أن تؤدي مستويات السوائل غير الكافية إلى زيادة سُمك الدم وارتفاع مستوى البيليروبين في دم الطفل وإصابة الطفل بالصفار. لذلك من خلال زيادة الرضاعة الطبيعية يمكننا المساعدة في علاج الصفار عند الرضع.

بشكل عام إذا تلقى الطفل نفس القدر من الحليب بالرضاعة الطبيعية يمكن لجسمه التخلص من البيليروبين (سبب الصفار) بسرعة أكبر.

وإذا كنت تعتقدين أن حليب الثدي الخاص بك لا يكفي لإطعام طفلك فتحدثي إلى طبيبك حول هذه المشكلة فقد تحتاجين إلى مشورة حول الرضاعة الطبيعية وزيادة إنتاج الحليب من أجل الرضاعة الطبيعية الكافية لأنه عندما يحصل الطفل على ما يكفي من حليب الثدي (على سبيل المثال باستخدام تقنيات لزيادة إفراز الرضاعة الطبيعية أو عن طريق زيادة وتيرة الرضاعة الطبيعية، أو عن طريق الرضاعة الطبيعية) يتم التخلص بسرعة من الصفار، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) الأمهات بإرضاع أطفالهن ما لا يقل عن ثماني إلى 12 مرة في اليوم خلال الأيام القليلة الأولى وبشكل متكرر لزيادة حركات الأمعاء للطفل وإفراز المزيد من البيليروبين.

أخيرًا ….

إن هذا المقال عبارة عن مجموعة من المعلومات الثقافية التي تعطيك معلومة لتتوضح لك الأمور ولكن هذا لا يمكن أن يكون بديلًا عن استشارة الطبيب المختص لتشخيص كل حالة على حدة ووصف العلاج المناسب.