تعرفي على أعراض حصوات المرارة وكيفية علاجها

يتكون جسم الإنسان من عدة أجزاء هامة تتكامل مع بعضها البعض لتسهيل عمل الجسم في شكله الطبيعي كما خلقه الله عز وجل، ولعل أبرز أجزاء الجسم التي على الرغم من صغر حجمها وعدم كونها من الأجزاء الأساسية فيه، إلا أنها لها دورًا كبيرًا في تسهيل عمل أجزاء الجسم بشكل منتظم وهي المرارة.

هذا الجزء الصغير من ملحقات الجهاز الهضمي يعد حقًا ذو سلاحين، فوجوده في الجسم يقوم بتنظيم باقي الأجزاء بشكل جيدًا، إلا أنه في حالة إصابته وعدم اللحاق به قد تكون المرارة حقًا سببًا في القضاء على الإنسان.

وظيفة المرارة في الجسم

تكمن وظيفة تلك الكيس الصفراوي الذي يأخذ شكل الكمثرى ويقع أسفل الكبد في تخزين الصفراء التي يقوم الكبد بإفرازها، لتسهل عملية هضم الطعام، وخاصة الأطعمة الثقيلة المشبعة بالدهون ويصعب على المعدة هضمها، كما يمكنها تخزين ما يقارب 50 أو 60 مل من الصفراء، نظرًا لطولها الذي يبلغ 8 سنتمتر، وتعد المرارة مثلها كباقي أجهزة وأعضاء الجسم المعرضة للإصابة بأي نوع من الأمراض التي بالطبع تؤثر على وظيفتها وطريقة عملها، ولعل أبرز الإصابات الشائعة التي تضرب المرارة هي حصوات المرارة، ويجهل الكثير منا المعلومات الخاصة بهذا المرض، لذا وجب علينا توضيح أعراض حصوات المرارة وسبب تكونها.

أسباب ظهور وتكوين حصوات المرارة

  1. وقد تكون الأطعمة الدهنية أيضًا هي أول الأسباب وراء إصابة المرارة بالحصوات، نظرًا لاحتوائها على نسبة كبيرة من الكولسترول الذي يؤثر بالسلب على عمل المرارة، وتبدأ حينها في تكوين بلورات ملحية تشبه حبات الرمل وتتفاوت أحجامها، كما أنها تصيب المريض بها بألآم شديدة، بالإضافة إلى وجود بعض العوامل الأخرى المسببة لهذه الحصوات أيضًا لابد من العلم بها حتى يتم تجنبها قدر الإمكان.
  2. يلعب السن أيضًا دورًا كبيرًا في ظهور حصوات المرارة، فغالبًا ما تبدأ الإصابة بها في مراحل متقدمة من العمر بعد بلوغ سن 40 عامًا، وخاصة في حالة تأثر الكبد ببعض المشاكل التي تجعله يفرز كولسترول أكثر مما تستطيع المرارة إذابته، فإنه يتراكم على شكل حصى.
  3. لا شك أن الوزن والسمنة المفرطة تعد من العوامل الأساسية للإصابة، ويرجع ذلك في الأصل إلى العادات الغذائية الخاطئة التي تعتمد في الأساس على الوجبات السريعة المشبعة بالدهون والزيوت، مما يؤثر على جميع وظائف الجسم بشكل عام والمرارة بشكل خاص.
  4. تلعب العوامل الوراثية أيضًا دورًا كبيرًا في تاريخ الإصابة بهذا المرض، حيث ثبت علميًا أن الوراثة تمثل أحد الأسباب القوية وراء الإصابة.
  5. يجب على كل مريض بالقولون العصبي الانتباه جيدًا، لأنهم أكثر عرضة للإصابة بحصوات المرارة من غيرهم الأصحاء، لذا فالمتابعة الدورية من أهم عوامل تجنب الإصابة، مع إتباع حمية غذائية صحية.
  6. احتواء المرارة على كميات كبيرة من البليروبين، حيث يقوم الكبد في بعض الأحيان في إنتاج الكثير من هذه المادة تؤدي إلى تكوين حصوات المرارة، وظهور التشمع الكبدي والتهابات المسالك الصفراوية واضطرابات معينة في الدم.
  7. الأشخاص الذين لجأوا إلى إجراء جراحات من أجل التخلص من الوزن الزائد، أو استخدام أدوية معينة خافضة للكولسترول، هم أكثر عرضة أيضًا بخطر الإصابة بحصوات المرارة، وكذلك الأمر بالنسبة لقلة النشاط الحركي والبدني، حيث تقوم ممارسة الرياضة بتقليل عوامل الإصابة بهذه الحصوات.
  8. ارتفاع نسب هرمون الأستروجين الذي ينتج عن الحمل، والعلاج الهرموني، أو باستخدام الحبوب المتكونة من الأستروجين كموانع للحمل، قد يسبب ارتفاعًا في نسبة الكولسترول في المرارة ينتج عنه تكوين الحصوات.
  9. مرض السكري أيضًا قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تكوين تلك الحصوات، لذا يجب على جميع مرضى السكري الحذر بشكل دائم، منعًا للدخول في مشاكل صحية أخرى.

أعراض حصوات المرارة التي يجب مراجعة الطبيب فورًا عند الشعور بأي منها

تكمن مشكلة الإصابة بمرض حصوات المرارة في أن هناك بعض الأوقات التي لا يشعر المريض بها بأي أعراض، الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل في المستقبل في حين عدم اكتشاف المرض في وقت مناسب، إلا أن هناك أيضًا العديد من الأعراض والمضاعفات التي تظهر على مريض حصوات المرارة، ومن أبرز أعراض حصوات المرارة ما يلي:

  • من أشهر أعراض حصوات المرارة ألم شديد يصيب المنطقة العليا من البطن يدور عادة حول الجانب الأيمن وينتقل في بعض الأحيان إلى الظهر، ولا يهدأ عند استخدام المسكنات العادية، فقد تطول مدته لما يقرب من 4 أو 5 ساعات متواصلة، ويرجع السبب في ذلك إلى وجود حصوة صغيرة في القناة الخاصة بالحويصلة المرارية ينتج عنها منع رجوع العصارة المرارية إلى القناة المرارية العامة، مما يؤدى إلى انقباض العضلات الموجودة في جدار المرارة مما يسبب الألم الشديد، وعادة ما يظهر هذا المغص عقب تناول الوجبات الدهنية الدسمة.
  • من أعراض حصوات المرارة الشعور بالغثيان والقيء المصاحب بارتفاع درجات الحرارة وعدم القدرة على تناول أي طعام، بالإضافة إلى انتفاخ البطن بالغازات، حيث يصاحب التهاب المرارة الحصوي المزمن نوبات من المغص المراري مع عسر هضم مزمن مع وجود غازات كثيرة أكثر من الطبيعي.
  • اصفرار العين والجلد في حالة انسداد القناة المرارية الرئيسية بحصوة متنقلة من المرارة فإن ذلك ينتج عنه ارتجاع العصارة إلى الكبد، ومنها إلى الدم لتصبغ الأنسجة المختلفة ومنها العين لتصبح صفراء، كما يؤثر على لون البول والبراز أيضًا، ويمنع امتصاص الدهون والفيتامينات المذابة بها، الأمر الذي يتسبب في عدم قدرة الجسم على إيقاف النزيف.
  • تتسبب حصوات المرارة أيضًا في التهاب البنكرياس، مما يسبب آلاما حادة مفاجئة والتهاب بريت ونى قد يؤدى إلى الوفاة، وقد يؤدي وجود الحصوات في الجسم لمدة طويلة في حدوث أورام خبيثة بالمرارة.
  • تقوم بمنع الجسم من أداء الوظائف العادية بصورة طبيعية، لأنها في الغالب تؤثر في الحركة الجسمانية، وتعمل على تدهورها بشكل كبير، كما أنها تؤثر على قدرة المصاب بها في المشي بصورة معتدلة، فدائمًا ما يميل إلى الانحناء بسبب شدة الألم.
  • وعادة ما تصاحب أعراض حصوات المرارة حكة في جميع أنحاء الجسم، مع انخفاض ملحوظ في الوزن، وحمى في بعض الأحيان.

كيفية علاج حصوات المرارة

  • مع تطور الطب الحديث أصبح هناك العديد من وسائل علاج حصوات المرارة، فهناك العلاجات الدوائية التي يتم إتباعها مع المريض فور اكتشاف المرض في المراحل الأولى، وهناك العلاج بالجراحة والليزر في حالة تطلب الأمر لذلك وعادة ما تكون في المراحل المتأخرة من الإصابة، بالإضافة إلى أن هناك بعض الاتجاهات القوية التي تتبع العلاج بالأعشاب، لكنها غير مؤكدة علميًا في قوة نتيجتها مع الحالات.
  • وفي البداية لابد من إتباع عدة خطوات تساهم في علاج حصوات المرارة بشكل كبير عن طريق الابتعاد قدر المستطاع عن تناول الأطعمة الدسمة المليئة بالدهون والبروتينات، واستبدالها بالأطعمة الغنية بالألياف، مع الإكثار من تناول كميات كبيرة من الماء على مدار اليوم، تناول الخضروات والفواكه بشكل يومي يساهم بشكل كبير في علاج الحصوات، والإكثار من ممارسة الرياضة والحركة بشكل يومي.
  • مراجعة الطبيب بشكل دوري للاطمئنان على حالة المرارة والمعدة في حالة الشعور بأي من الأعراض التي سبق ذكرها في الأعلى، ويلجأ الطبيب حينها إلى تشخيص المرض بعدة طرق منها عمل صورة أشعة، أو عمل الرنين المغناطيسي، أو عن طريق التصوير التلفزيوني، ويتم بعدها إجراء العملية بالمنظار.
  • وهناك بعض الحالات التي يفضل فيها إجراء عملية استئصال المرارة، منأجلإراحة المريض من الشعور بالألم واستخدام المسكنات، وخوفًا من حدوث مضاعفات أخرى في المرارة تؤدي إلى الانفجار مما يسبب موت المريض، وتعد عملية استئصال المرارة من أبسط العمليات التي لا تستغرق الكثير من الوقت، كما يتمكن المريض من ممارسة حياته الطبيعية بعد فترة وجيزة من الراحة، ولا تؤثر على باقي وظائف الجسم، وخاصة مع تطور الطب أصبحت الجراحة أسهل بكثير مما كانت عليه في السابق.
  • وفيما يتعلق ببعض العلاجات الطبيعية التي من الممكن أن تساهم في علاج حصوات المرارة فإنها تتمثل في التالي:
  • تناول عصير الليمون من شأنه أن يعجل بسرعة عملية الشفاء، نظرًا لقدرة البكتين المتواجد في عصير الليمون للمساعدة في التخلص من آلام المرارة، بالإضافة إلى أن فيتامين سي يساهم في ذوبان الكولسترول في الماء مما يساهم في القضاء على الحصوات، وذلك عن طريق تناوله يوميًا على الريق.
  • تناول مشروب البقدونس بكميات وفيرة على مدار اليوم أيضًا يساهم في طرد حصوات المرارة وسرعة التخلص منها.
  • يعد النعناع أيضًا من الأعشاب الطبيعية التي تساعد على الهضم من خلال تحفيز تدفق الصفراء والعصارة الهضمية الأخرى، ويتم استخدامه عن طريق غليه مع الماء وتحليته بالعسل النحل وتناوله بشكل يومي بين الوجبات.
  • وكذلك الأمر بالنسبة لزيت الخروع حيث أثبت فعالية كبيرة في تقليل وخفض عدد الحصوات التي تتواجد في المرارة، كما له خصائص مضادة للالتهابات تساعد على تقليل الالتهابات وتخفيف الألم.
  • يفضل تناول الكمثرى لجميع مرضى حصوات الكلى حيث تساعد البكتين الموجودة في الكمثرى على تخفيف الكولسترول الموجود في حصى المرارة، وهذا بدوره يساعد على خروجه من الجسم بسهولة.
  • يغفل الكثير منا عن الاستخدامات المذهلة لخل التفاح، فهو أحد العلاجات الهامة في حالة الإصابة بحصوات المرارة، فطبيعته الحمضية تمنع الكبد من إنتاج الكولسترول كما تلعب دوراً مهماً في حل حصى المرارة وتخفيف الألأم.

إلى هنا نكون قد استعرضنا معكم جميع الأسئلة التي تشغل أذهان الكثير منا حول أعراض حصوات المرارة ، والأسباب المباشرة التي تؤدي إليها، ودائمًا ما نجد أن الأطعمة والأنظمة الغذائية الخاطئة أحد الأسباب الهامة وراء الإصابة بالكثير من الأمراض، ولأن الصحة حقًا تعد تاج على رؤوس الأصحاء، لابد من الاهتمام بها، والحفاظ عليها فهي هبة الله الغالية لكل إنسان، فإن أي تأثر عضو من أجهزة الجسم يأتي بثماره على وظائف الجسم بشكل عام.

قد يعجبك ايضا