ما هو البرود العاطفي تجاه الزوج؟ وما هي أسبابه ومضاعفاته؟
يتعرضن بعض السيدات بعد فترة من الزواج لما يسمى بالبرود العاطفي تجاه الزوج، فتصبح المرأة غير قادرة على تلبية رغبات زوجها أثناء العلاقة الحميمة، والنفور منها، واعتبارها تأدية واجب لا أكثر مع غياب المتعة المتبادلة، ولكن هذه المشكلة لطالما أرقت الأزواج، وتسببت في تدهور كفاءة الحياة الزوجية بشكل عام، والعلاقة الحميمية بشكل خاص، ربما تعود هذه المشكلة لأسباب مختلفة، منها النفسية ومنها الجسدية.
ولكن ما هو بالضبط البرود العاطفي تجاه الزوج؟ وما هي المشاكل التي يسببها انخفاض الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية لدى المرأة؟ سوف نجيب على كل تلك الأسئلة بالتفصيل من خلال مقالنا هذا، لذا تابعي القراءة للاستفادة.
تعريف البرود العاطفي عند المرأة
الإحجام أو البرود العاطفي (الجنسي) عند المرأة هو عدم رغبة المرأة في ممارسة العلاقة الحميمة، أو نفورها من زوجها بشكل متكرر، أو عدم وصول المرأة إلى هزة الجماع أو النشوة عند ممارسة العلاقة الحميمة، وعدم الشعور باللذة أثناء الجماع بالرغم من التحفيز الكافي من قبل الزوج.
ما أنواع البرود العاطفي تجاه الزوج؟
هناك عدة أنواع من الإحجام أو البرود العاطفي (الجنسي) تجاه الزوج هم:
البرود الجنسي الأساسي:
أي غياب الرغبة الجنسية منذ سن البلوغ.
البرود الجنسي الثانوي:
هو عدم الرغبة في العلاقة الحميمية التي تحدث لاحقًا لدى المرأة، والتي لم تكن المرأة تعاني منها من قبل.
البرود الجنسي الدوري:
وهو البرود الذي يعود لأسباب مختلفة مثل، الحياة العملية المزدحمة، والتوتر.
على ماذا تعتمد الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية عند المرأة؟
تعتمد الرغبة على عدة عوامل ومن أهمها ما يلي:
- الغريزة البيولوجية.
- الرضى عن الذات والثقة في النفس.
- وجود شريك جنسي مناسب.
- وجود علاقة جيدة مع الشريك في مجالات أخرى غير العلاقة الحميمية.
- الجسم السليم.
ما أعراض البرود الجنسي تجاه الزوج؟
في بعض الأحيان، تقرر بعض النساء لأسباب مختلفة، تقليص علاقاتهن الجنسية مع أزواجهن بشكل طوعي، مما يؤدي ذلك لتفاقم المشاكل في حياة الزوجين بالإضافة إلى تأثر معنويات المرأة، لذلك، فإن التعرف على أعراض انخفاض الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية عند المرأة، يساعد في علاجها في أسرع وقت ممكن، تشمل علامات وأعراض الإحجام عن ممارسة العلاقة الحميمية مع الرجل ما يلي:
- نقص في الاهتمام بالنشاط الجنسي.
- قلة أو انخفاض في الأفكار والتخيلات الحميمي المثيرة.
- عدم بدء النشاط الحميمي أو إنقاصه، وعادةً لا تقبل الزوجة تصرفات الزوج عندما يريد البدء بالنشاط الحميمي.
- قلة أو نقصان المتعة الجنسية أثناء الاستثارة أو أثناء العلاقة الحميمية.
- غياب أو انخفاض المشاعر الحميمية أثناء الجماع.
- المعاناة من صعوبة دائمة أو متكررة في الوصول إلى هزة الجماع بعد الحصول على مستوى الإثارة الكافي أو التحفيز المتواصل.
- شعور المرأة بألم مرتبط بالاستثارة الحميمية أو الاتصال عبر المهبل.
ما هي العوامل التي تسبب البرود العاطفي تجاه الزوج؟
تعتمد اللامبالاة والبرود الحميمي تجاه الرجل على عدة عوامل، والتي بدورها يمكن أن تؤدي إلى تقليل الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية عند المرأة، فإليك بعضًا من الأسباب المحتملة التي تؤدي إلى البرود الحميمي تجاه الزوج:
عدم الاستمتاع بالعلاقة وعدم وجود هزة الجماع:
تشمل الأسباب الأخرى لعدم الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية عند المرأة عدم التمتع بالعلاقة. لكي تشعر المرأة بالاستمتاع أثناء العلاقة، يحتاج جسدها إلى المرور بمراحل من أهمها المداعبة، ولسوء الحظ، لا يهتم الكثير من الرجال بهذه المرحلة ولا يتم تنفيذ هذه الفرضية تجاه المرأة، مما يسبب نقص المتعة والنشوة لديها، ويقلل من رغبتها في الجماع.
مشاكل الرجال الجنسية:
أن المشاكل الجنسية عند الرجال مثل سرعة القذف، وضعف الانتصاب، وما إلى ذلك تجعل المرأة غير راغبة في ممارسة العلاقة الحميمية مع الزوج، فالرجال الذين يعانون من هذه المشاكل لا يملكون القدرة والمهارات لممارسة العلاقة الحميمية، ولا يستطيعون إرضاء زوجاتهم، فتصبح الزوجة تعاني من عدم الوصول إلى النشوة الحميمية، مما يسبب ذلك عدم الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية.
عدم وجود مشاعر عاطفية:
في بعض الحالات، يكون الإحجام عن ممارسة العلاقة الزوجية عند النساء ناتجًا عن حقيقة أن الزوج والزوجة لا تربطهما علاقة حميمة مع بعضهما البعض، ويعانيان من نقص المعرفة الكافية عن الفروق الفسيولوجية لبعضهما البعض.
في مثل هذه الحالات، تقذف المرأة في وقت متأخر عن الرجل وتعاني المرأة من صعوبة الوصول للنشوة أثناء الجماع، وبمرور الوقت تصبح مترددة في ممارسة العلاقة الحميمية.
العوامل الفسيولوجية:
العوامل الأخرى التي تساهم في عدم الرغبة في ممارسة العلاقة لدى المرأة هي العوامل الفسيولوجية مثل انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، وأمراض مثل سوء التغذية، والغدة الدرقية، والسكري، وضيق التنفس، وكذلك استخدام حبوب منع الحمل، ومضادات الاكتئاب، ومضادات ضغط الدم، والرضاعة.
تصور سلبي لصورة الجسم:
تعتقد بعض النساء أنهن غير جذابات جسديًا لأزواجهن، ولا يستطعن تلبية احتياجات أزواجهن، لذا فإنهن يشعرن بالبرود تجاه ممارسة العلاقة الحميمة.
الموقف السلبي تجاه القضايا الجنسية:
إن العوامل الثقافية والتعليمية تدفع المرأة إلى اتخاذ موقف سلبي تجاه هذه القضايا، ويمكن أن تعتبر النشاط الحميمي خطيئة، وبالتالي يؤدي ذلك إلى عدم زيادة احتياجاتها لممارسة العلاقة بسبب الخجل والحياء، لذا لا تسمح لنفسها حتى بالتفكير في ممارسة العلاقة، وبما أن الدماغ هو أهم عضو جنسي عن الإنسان، ويلعب دورًا مهمًا في السلوك الحميمي، فإن الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية عند المرأة يمكن أن تكون معدومة.
الإفراط في تناول الكحول:
يمكن أن يجعلك تناول الكحول أكثر سعادة عند ممارسة العلاقة الحميمية، لكن استهلاك الكحول المفرط والسُكر، يمكن أن يقمع الرغبة في الجماع ويثبط العزيمة تجاه الزوج.
قلة النوم:
قد يكون قلة النوم أحد أسباب انخفاض الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية، لذا فإن أي شيء يتعارض مع الراحة الليلية يمكن أن يؤدي إلى عدم الشعور بالرغبة في ممارسة العلاقة مع الزوج.
الخجل الشديد:
تشعر بعض النساء بعدم القدرة على ممارسة العلاقة الحميمية لأنهن يشعرن بالحرج الشديد من ممارسة الجماع مع أزواجهن، خاصة في وقت مبكر من العلاقة الزوجية، فإنهن لا يأخذن زمام المبادرة أبدًا، أو يترددن جدًا في القيام بذلك لأنهم يشعرن بالخجل منها.
التشنج المهبلي:
التشنج المهبلي مشكلة تحدث عند النساء لأسباب جسدية وعقلية مختلفة، وهي مؤلمة للغاية أثناء الجماع والايلاج، فالتشنج المهبلي يقلل من الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية نتيجة الألم الشديد الذي يسببه.
الشعور بالألم أثناء الجماع (عسر الجماع):
يحدث الجماع المؤلم (عسر الجماع) لأسباب عديدة مثل التهاب الأعضاء التناسلية والرحم المرتد، والانتباذ البطاني الرحمي، فإن هذه الأمور قد تسبب برود وامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمة عند النساء، وبالمثل، فإن الجفاف المهبلي والضمور البولي التناسلي بسبب نقص هرمون الاستروجين الذي يحدث في سن اليأس هي أيضًا من أسباب البرود الجنسي تجاه الزوج.
بعض سلوكيات الزوج السيئة:
يمكن أن يتراجع اعجاب وحب الزوجة لزوجها بسبب بعض السلوكيات السيئة التى يتبعها الزوج في التعامل مع زوجته، كالتقليل من شأنها أو معايرتها بنقصٍ ما، أو ضربها وشتمها وخيانتها، كل هذه الأمور تتسبب في البرود الجنسي تجاه الزوج وعدم الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية معه.
عدم اهتمام الزوج بمظهره ونظافته الشخصية:
يعتقد بعض الأزواج أن النساء وحدهن اللاتي من المفترض أن يهتمن بجمالهن ورائحتهن الجذابة ومظهرهن الأنيق ليثرن أزواجهن وينلن إعجابهم، على الرغم من أن الرائحة الكريهة الصادرة من الفم أو تحت الإبط وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية تزعج المرأة وتتسبب في البرود الجنسي تجاه الزوج.
العوامل النفسية:
إن العوامل النفسية تلعب دورًا كبيرًا في عدم رغبة المرأة في ممارسة العلاقة الحميمية، كالإجهاد المفرط
والاستياء تجاه الزوج، والقلق والتوتر والاكتئاب والشذوذ الخفي، أو التعرض لصدمة جنسية سابقة كالاغتصاب، أو وفاة أحد أفراد الأسرة المقربين، أو ولادة طفل جديد، كل هذه العوامل يمكن أن تسبب بعدم الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية مع الزوج.
هل هناك فوائد لممارسة العلاقة الحميمة بالنسبة للمرأة؟
الجواب هو: نعم بالتأكيد.
كما أن عدم ممارسة العلاقة الحميمية بعد الزواج يرتبط بمضاعفات وأضرار يمكن أن تسبب العديد من المشاكل الشخصية والزوجية، هناك أيضًا فوائد لممارسة العلاقة الزوجية تعود بالفائدة على كلا الطرفين، وخاصةً المرأة نذكر منها ما يلي:
- زيادة العلاقة الحميمة والعلاقات الجيدة بين الأزواج.
- تقلل من مستويات التوتر والقلق وتساعد على النوم بشكل أفضل.
- التمتع بجسم صحي وسليم.
- تحسين الخصوبة، والتقليل من جفاف المهبل.
- تقليل الانقباضات وتقلصات الدورة الشهرية.
مضاعفات عدم ممارسة العلاقة الزوجية عند النساء
يتسبب عدم الجماع بعد الزواج في العديد من المشاكل والمضاعفات التي تؤدي إلى برودة العلاقة الزوجية ومشاكل أخرى. أهم الآثار الجانبية لعدم ممارسة العلاقة الحميمية التي يمكن أن تتعرض لها المرأة بعد الزواج هي:
تدهور صحة العلاقة بين الزوجين:
من أهم آثار عدم ممارسة العلاقة الزوجية تدهور صحة العلاقة بين الزوجين، لأن ممارسة العلاقة الحميمية المنتظمة والجيدة تجعل الأزواج مقربين من بعضهم البعض، لذلك فإن قلة ممارسة العلاقة أو عدم وجودها في الحياة الزوجية تؤدي إلى تباعد الزوجين وتدهور علاقتهما.
القلق والتوتر:
تؤدي ممارسة العلاقة الحميمية إلى إفراز الجسم لمادتين مهمتين تسمى الأوكسيتوسين والإندورفين. هاتان المادتان فعالتان للغاية في تحقيق الهدوء وسهولة النوم. عندما لا تمارس المرأة العلاقة الحميمية، يزداد لديها مستوى التوتر والقلق، بالإضافة إلى المشاكل المتعلقة بالنوم. لذلك يمكن القول أن أحد الآثار الجانبية لعدم وجود علاقة زوجية عند المرأة هو زيادة التوتر.
خلل في الأعضاء التناسلية:
عندما تقل أو تنعدم ممارسة العلاقة الحميمية، يصبح مهبل المرأة ضعيفًا جدًا بمرور الوقت، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الألم والنزيف أثناء الجماع وفي النهاية يقلل من رغبة المرأة في ممارسة العلاقة الزوجية.
ضعف وظيفة الجهاز المناعي:
من فوائد الجماع إفراز مواد في الجسم تقوي جهاز المناعة والجسم لدى المرأة، لذلك فإن عدم ممارسة العلاقة الحميمية بعد الزواج يؤدي إلى انخفاض في جهاز المناعة، والتعرض لأمراض مختلفة، وبالتالي انخفاض الرغبة في ممارس العلاقة الزوجية.
استراتيجيات لتجنب البرود الجنسي تجاه الزوج
هناك عدة نصائح واستراتيجيات يجب على الزوجة القيام بها للتخلص من الشعور بالبرود وعدم الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية مع الرجل وهي كالتالي:
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة لمدة لا تقل عن 20 دقيقة يوميًا، لأنها تساعد على تقوية عضلات منطقة الحوض، وتنشط الدورة الدموية، فإن ضعف عمل الدورة الدموية وتدفق الدم يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية لدى الزوجة.
- التحدث بصراحة مع الزوج عن الأمور التي تزعجها، للتوصل لنتيجة ترضي الطرفين، فهذه الطريقة من أفضل طرق العلاج، لأن المشاكل الزوجية الناتجة عن الخلافات الزوجية والتراكمات اليومية سبب كفيل في فقدان الزوجة الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية مع زوجها.
- من الضروري أن تأخذ الزوجة قسطًا كافي من النوم والراحة التي يحتاجها الجسم، فالنوم الكافي يعزز الرغبة في ممارسة العلاقة مع الزوج، إذ أنه يعتبر مهدئًا طبيعيًا للأعصاب والعضلات.
- يجب على الزوجة وخاصةً مع تقدم العمر استخدام مواد الترطيب للمناطق التناسلية إذا كانت تشعر بالألم أثناء العلاقة، لأن نقص هرمون الإستروجين يسبب فقدان الإفرازات في المناطق التناسلية للزوجة، وهذا الأمر يمكن أن يجعل العلاقة الحميمية غير مريحة وغير مرغوب في ممارستها من قبل الزوجة.
- ينصح الزوجة بعدم استخدام مناديل المرحاض المعطرة، وعدم غسل أعضائها التناسلية بالصابون، لتجنب الإصابة بجفاف الجلد وتهيج المهبل، مما يجعل ممارسة العلاقة بالنسبة للزوجة أمرًا مزعجًا يجب تجنبه.
- من الضروري ابتعاد الزوجة عن تناول الوجبات الجاهزة والأكل المقلي، والإكثار من تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على فيتامين B، الموجود في الأفوكادو، والجوز والدجاج، والتي بدورها تساهم في تنشيط رغبة المرأة في ممارسة العلاقة الحميمية مع الزوج.
- يجب على المرأة التي تعاني من عدم الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية أن تتناول السمك مرتين في الأسبوع، لأن السمك يساعد على الحد من الإصابة بالالتهابات النسائية، كما أنه يساهم في توازن هرمونات المرأة، وإنتاج الهرمونات الجنسية، ويحسن من الحالة المزاجية.
- يمكن للمرأة تحفيز نفسها جنسيًا من خلال إطالة فترة المداعبة، واستخدام العطور والزيوت العطرية.
قد يهمكِ أيضًا: