أهم الأمراض المرتبطة بالشيخوخة
من المعروف أن الإصابة بأمراض مختلفة تزداد عند الأفراد الذين يبلغ عمرهم 65 سنة وأكثر ففي هذه الفئة العمرية قد تكون هناك حالات خاصة تسمى متلازمة الشيخوخة التي تعطل حركة الشخص في الحياة وتؤدي إلى أمراض متعددة.
فما هي الأمراض التي ترتبط بالشيخوخة؟ وكيف يمكن تخفيف أعراضها والعلاج منها؟
الشيخوخة
تبدأ عملية الشيخوخة الفسيولوجية في أنسجة وأعضاء جسم الإنسان المختلفة في أوقات مختلفة، والشيخوخة تتدرج في الظهور بشكل تدريجي في جسم الكائن الحي وكل ذلك يعود إلى العملية الحيوية لتغيرات البروتين في الجسم، ونقص نشاط الإنزيمات المؤكسدة، وانخفاض عدد الميتوكوندريا (وهي التي تمد خلايا الجسم بالطاقة من أجل أداء وظائفها بشكل سليم)، وتشوش وظيفة أغشية الخلايا.
ولكن في نهاية المطاف تؤدي الشيخوخة إلى تدمير الخلايا ثم تلفها وموتها حيث يختلف فقدان الخلايا باختلاف الأعضاء والأنسجة في الكائن الحي.
التغيرات المرتبطة بالشيخوخة
تتميز الأمراض في الشيخوخة ببداية بطيئة وتدريجية وعادة لا تكون الأعراض الأولى واضحة حيث تبدأ عملية تراكم وتزايد الأمراض في الجسم ما بين عمر 35 إلى 40 سنة ولكن لا يشعر بها الشخص إلا عند وصوله لسن الشيخوخة.
ومع التقدم في العمر يزداد عدد الأمراض المزمنة بسبب عدد الأمراض الحادة التي تعرض لها الشخص طوال حياته، ويفسر ذلك أنه على مر السنين كل عملية مرضية تمر بالشخص ولم يتم الشفاء منها في الوقت المناسب تتراكم لسن الشيخوخة ولتظهر في الأعراض والتغيرات العضوية فيما بعد.
السبب في التغيرات التي تحدث للجسم عند التقدم بالعمر
التغيرات في الجسم نتيجة التقدم في العمر تحدث نتيجة:
- شيخوخة الخلايا والأنسجة التي تسبب تغييرات كبيرة في تنظيم وظائف الأجهزة والأنظمة في كافة أنحاء جسم الإنسان.
- تغيير في وظائف الجسم الرئيسية تدريجيًا والتي بدورها تؤدي إلى تغييرات هيكلية فعلى سبيل المثال في سن الشيخوخة تنخفض كتلة الدماغ وتصبح التلافينات أرق وعلى التوالي تتوسع الأخاديد مما يسبب اضطرابات في خلايا الدماغ.
- التغيرات المرتبطة في وظائف الجهاز العصبي المركزي حيث يتم إضعاف حركية عمليات الإثارة والتثبيط مما يضعف النشاط وتنخفض الحساسية تجاه أي رائحة وتنخفض حدة البصر وتقل قوة العين والحد الأعلى من السمع ينخفض تدريجيًا.
- التغيرات المرتبطة بالعمر في نظام القلب والأوعية الدموية.
- التغيرات في تطور نظام الغدد الصماء.
- تغيرات في الجهاز التنفسي من خلال زيادة معدل التنفس قليلاً، والقدرة الحيوية للرئتين والحد الأقصى من التنفس.
- التغيرات التي تحدث في وظائف الجهاز الهضمي والإخراج.
- التغيرات التي تحدث في الجهاز المفصلي من ضمور العضلات والهيكل العظمي.
- تناقص العمليات المؤكسدة في الجسم.
- زيادة فقدان البروتين.
- يزداد إفراز الكالسيوم الذي يسبب هشاشة العظام في الشيخوخة.
- مع التقدم في العمر يزيد أيضًا من احتمال الاصابة بالسرطان.
الأمراض المرتبطة بالشيخوخة
نتيجة للتغييرات التي تحدث لجسم الإنسان والتي سبق أن تحدثنا عنها في الفقرة السابقة تظهر الأمراض تباعًا وحسب كل جسم وتطور المرض عنده أو استعداد الجسم لاستقبال مسببات وأعراض المرض نفسه.
ومن بين الأمراض التي ترتبط بالشيخوخة نذكر:
سوء التغذية:
ففي هذه الفترة من العمر تضعف أنسجة الجسم في تخزين المواد المغذية، والبروتين والطاقة فيُحرم الجسم منها مما يُسبب سوء التغذية والتي يجب الانتباه إليها عند فحص المسن واتخاذ التدابير في فترة مبكرة.
الاكتئاب:
هذا من متلازمة الشيخوخة الشائعة في هذه الفئة العمرية بسبب وجود الأمراض أو بسبب الوضع الاجتماعي والاقتصادي الضعيف، أو وفقدان الزوج، أو فقدان الأصدقاء، والشعور بعدم القيمة هي من أهم أسباب الاكتئاب لدى كبار السن.
كما يصاب كبار السن بمشكلة القلق واضطرابات النوم وغيرها من الأمراض الجسدية النفسية.
سلس البول (السلس البولي):
هو أكثر شيوعًا في النساء من الرجال.
أمراض الأورام:
في النصف الثاني من العمر يحدث أكبر عدد من حالات الإصابة بالسرطان وهذا ليس صدفة لأنه على مر السنين تتراكم آثار سلبية من مختلف العوامل الضارة في الجسم مما يؤدي إلى ظهور خلايا غير نمطية في الجسم.
حتى أن بعض الخبراء يعتقدون أن عملية السرطان هي إحدى الآليات الطبيعية للشيخوخة، ويقولون إنها تحدث بشكل مطلق لكل شخص، مع أنه لا تظهر أعراضه لكل الأشخاص.
تقرحات الجلد:
تحدث بشكل خاص في المرضى الذين لا يتحركون كثيرًا أو المقعدين في الفراش فيتقرح الجلد أو الأنسجة تحت الجلد ويمكن تعريفه في كثير من الأحيان على أنه تلف الأنسجة نتيجة الاحتكاك والضغط على نتوءات العظام.
الزهايمر والخرف:
واحدة من أهم متلازمات الشيخوخة مرض الزهايمر الذي هو السبب الرئيسي للخرف حيث يزداد تواتر مرض الزهايمر مع تقدم العمر وأهم نتائجه هو النسيان التدريجي.
عدم التوازن:
أكثر من ثلث المسنين يصاب بمشكلة عدم التوازن فيسقط بشكل متكرر وهذا كله نتيجة ضعف العضلات، وعدم التوازن في المشي، ومرض المفاصل، والخرف والاكتئاب ومشاكل في الرؤية والسقوط نتيجة كثرة تناول المسكنات التي تُضعف العضلات والمفاصل وتحد من حركتها.
الأضرار التي تحدثها الأدوية المسكنة:
من الشائع في هذه الفئة العمرية بسبب زيادة تواتر المرض أن يتناول المريض المزيد والمزيد من المسكنات التي لها آثار جانبية، كما أنه يمكن أن تتداخل هذه المسكنات مع بعضها فتسبب تفاعلات تضر بصحة المريض.
ولحل مشكلة تناول المسكنات
هناك برنامج خاص للتجديد يقوم على أساس أخذ المسكنات خلال فترة زمنية محددة والتي يمكن أن تكون أقل من شهرين، هذه الأداة لها تأثير طبيعي متوازن على الجهاز المناعي كما لها تأثير إيجابي على مظهر الشخص وصحته وتُساعد في المناعة والتجديد العام للجسم.
أمراض المفاصل:
الحركة هي الحياة وبما أننا نتحرك كل يوم فليس من المستغرب أن تبدأ مفاصلنا بالارتخاء بمرور الوقت، حتى أولئك الذين يحاولون ممارسة أساليب مختلفة لتجديد شبابهم بعد عمر 50 فغالبًا ما تكون هناك أمراض نتيجة أسباب عدة والتي من بينها ضعف الجهاز المناعي في الجسم فيصاب بأمراض مثل التهاب المفاصل في مفاصل اليدين أو تشوه مفصل الورك والركبة والكاحل.
ضعف العضلات:
ضعف في العضلات وفقد وظائف العضلات والتغذية غير السليمة وعدم ممارسة الرياضة البدنية كل ذلك يسبب الترقق في العظام والعضلات وضعفها وتباطؤ عملها في سن مبكرة.
أمراض القلب والأوعية الدموية:
من عمر 30-35 سنة يبدأ الجسم بالاستعداد لاستقبال الأسباب التي تؤدي إلى تصلب الشرايين، وتتسارع معدلات الكوليسترول السيء في الشرايين وخاصة عند اهمال الجانب الصحي والغذائي للجسم مما تسبب تضيق في تجويف الأوعية فتسبب أمراض مثل الذبحة الصدرية والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
أمراض القلب والأوعية الدموية مشكلة تطغى على الكبار والمسنين بشكل شبه كامل لذلك عند البحث عن أدوية للشيخوخة لا تغفل الوسائل والأساليب التي تهدف إلى تجديد شباب نظام القلب والأوعية الدموية.
مرض الشريان التاجي للقلب:
يتجلى بهجمات الذبحة الصدرية (ألم في منطقة القلب أثناء التمرين والراحة)، واضطرابات في ضربات القلب إلى جانب قصور في القلب (ضعف أو ضيق في التنفس أثناء التمرين أو الراحة ووذمة في الأطراف السفلية وزيادة الوزن… إلخ).
ارتفاع ضغط الدم:
نتيجة ضعف القلب والاكثار من تناول الملح والمواد المصنعة وعدم الاهتمام بالنصائح التي تُقدم لهم في هذا العمر.
تصلب الشرايين:
والأمراض التي تسببه (كالعرج المتقطع، التصلب الجلدي، عدم كفاية الدورة الدموية الدماغية، احتشاء عضلة القلب والدماغ).
ضعف العظام:
نتيجة التقدم بالعمر تضعف العظام مما تؤدي للإصابة بهشاشة العظام وكذلك الإصابة بالاضطرابات الأيضية (التمثيل الغذائي) الأخرى كالنقرس وأمراض العمود الفقري والمفاصل وزيادة الوزن.
وهشاشة العظام هي مشكلة غالبًا ما تهدد المرأة، والحقيقة هي أنه بعد انقطاع الطمث وانخفاض كمية هرمون الاستروجين في جسم المرأة يتغير حتمًا استقلاب الكالسيوم فيصبح نسيج العظام أقل كثافة وأكثر هشاشة.
طرق حماية الجسم من أمراض الشيخوخة بوقت مبكر
إدخال مصادر الكالسيوم (كاللحوم والجبن ومنتجات الألبان الأخرى والأسماك المجففة) في النظام الغذائي وخاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض العظام والمفاصل.
تناولي الطعام بشكل صحيح بحيث يكون النظام الغذائي المتبع قليل الدهون المحلاة والخبز والدهون الحيوانية مع ضرورة استهلاك الحبوب الكاملة والدهون النباتية والفواكه والخضراوات بانتظام.
بعد استشارة طبيبك الخاص تناولي مكملات الفيتامينات والمعادن التي تحمي عظامك ومفاصلك من الأمراض (مثل تناول مركبات الكالسيوم مع فيتامين D).
لا تنسي علاجًا رائعًا للشيخوخة وهي الرياضة وبشكل عام الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام منذ فترة الشباب نادرًا ما يحدث لهم هشاشة العظام أو أي مرض يتعلق بالعظام والعضلات والمفاصل لأن التمارين الرياضية المتوازنة تُعزز الهيكل العظمي بشكل جيد، كما أن النشاط البدني المعتدل يساعد القلب والأوعية الدموية على الشفاء.
التخلي عن العادات السيئة كالتدخين وشرب القهوة بشكل كبير فكل هذا مُضر بالصحة فيجب التقليل من تناولها لأنها تساهم في إزالة الكالسيوم من الجسم.
حافظي على وزنًا مثاليًا لأن السمنة هي أحد عوامل الخطر لتصلب الشرايين وأمراض القلب.
لمكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية التي تظهر في سن الشيخوخة تناولي المكملات الغذائية (بعد استشارة طبيبك الخاص) والتي تحتوي على مضادات الأكسدة، ومجموعة فيتامينات A، C، B، E، وعنصر الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والمغنيسيوم.