الحجامة وأنواعها وفوائدها ومدى تأثيرها على الجسم

الحجامة علاج تقليدي أوصى به الأطباء القدامى، كما أوصى به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. كما أن هذا العلاج موصى به الآن من قبل الأبحاث الطبية الحديثة كطريقة فعالة لعلاج الكثير من الأمراض، قبل ظهور المضادات الحيوية، كانت الحجامة هي العلاج الوحيد للأمراض المستعصية.

معظم الناس الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 60 سنة يقومون بالحجامة بفترات محددة من كل عام للحفاظ على صحتهم العامة والوقاية من الأمراض. باستثناء بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية معينة. لنتابع معًا هذه المقالة ونتعرف أكثر على الحجامة، وعلى فوائدها الصحية وآثارها الجانبية وما هي الأوقات المناسبة لها.

مقالات ذات صلة قد تهمك:

ما هي الحجامة؟

الحجامة هي تقنية قديمة من تقنيات الطب البديل، باستخدام أكواب خاصة من الزجاج أو السليكون أو الخيزران أو الفخار، وقديمًا كانوا يستخدمون كؤوس مصنوعة من قرون الأبقار، حيث يقوم المعالج بوضع الأكواب الخاصة على جسم المريض لبضع دقائق، لإحداث تأثير الشفط، تعتبر الحرارة جزءًا لا يتجزأ من هذه الطريقة العلاجية.

تهدف الحجامة إلى إزالة ركود السوائل والسموم التي تسبب العديد من الأمراض، وتزيد الحجامة من الدورة الدموية في المنطقة التي توضع فيها الأكواب. وتخفف من توتر العضلات، مما قد تحسن تدفق الدم بشكل عام، وتعزز إصلاح الخلايا. وقد تساعد أيضًا في تكوين أنسجة ضامة جديدة وإنشاء أوعية دموية جديدة في الأنسجة، وتستخدم أيضًا كنوع من أنواع التدليك العميق للجسم.

تاريخ الحجامة

يعتبر العلاج بالحجامة من أكثر الطرق العلاجية قدمًا، حيث استخدمت من قبل مختلف الشعوب القديمة وعلى نطاق واسع.

ففي اليونان القديمة، استخدم أبقراط منذ حوالي 400 ق.م. الحجامة للأمراض الداخلية والمشاكل الهيكلية. وقد أوصى النبي محمد عليه الصلاة والسلام بالحجامة، ومن ثم تمت ممارستها من قبل العلماء العرب الذين طوروا الطريقة بشكل أكبر، ألف الرازي كتابًا كاملًا تحدث فيه بالتفصيل عن الحجامة وفوائدها وطرق تطبيقها. وانتشرت الحجامة بأشكالها المتعددة في الطب عبر الحضارات الآسيوية والأوروبية. ففي الصين، تم تسجيل أول استخدام للحجامة من قبل عالم الأعشاب (جي هونغ)، فأصبحت الحجامة في الصين تعتبر أهم ركائز الطب الصيني حتى الآن.

وذكرت الحجامة أيضًا في كتاب (موسى بن ميمون) عن الصحة وأصبحت شائعة في المجتمع اليهودي في أوروبا الشرقية.

استخدم الآشوريون الحجامة منذ 3300 ق.م. وتدل نقوش المقابر على أن الفراعنة استخدموها لعلاج بعض الأمراض منذ 2200 ق.م. كما استخدمها الأطباء الإغريق ووصفوا طرق استخداماتها.

الحجامة في الإسلام

تعتبر الحجامة من الطب النبوي الشريف الذي أوصى به النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فهناك أحاديث نبوية صحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام وهو يوصي أمته بالحجامة لما لها من فوائد عديد للجسم، وقال عن الحجامة ما يأتي:

قال عليه الصلاة والسلام: (خَيرُ يومٍ تَحْتَجِمُونَ فيه سبعُ عَشْرةَ، و تِسعُ عشْرةَ، و إِحدَى و عِشرينَ. و ما مَرَرْتُ بِمَلأٍ من الملائِكةِ لَيلةَ أُسْرِيَ بِي إِلَّا قالُوا: عليكَ بِالحِجامةِ يَا مُحمَّدُ.)

عن سمرة بن جندب أنّه قال: (رَأَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَحتجِمُ بقَرْنٍ، وهو يُشرَطُ بطَرَفِ سِكِّينٍ، فدَخَلَ رَجُلٌ مِن شَمْخَ، فقال له: لِمَ تُمكِّنُ ظَهرَكَ أو عُنُقَكَ، من هذا يَفعَلُ بها ما أرى؟ فقال: هذا الحَجْمُ، وهو مِن خيرِ ما تَداوَيتُم بهم). فأصبحت الحجامة الطب التقليدي الإسلامي الذي يعتمده العرب المسلمون للعلاج، واقتداءً بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام.

ما هي أفضل الأوقات لعمل الحجامة؟

وفقًا للأحاديث النبوية عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الأوقات المفضلة للحجامة، هي الأيام الفردية من كل شهر قمري أي الأشهر الهجرية العربية مثل :(محرم، صفر، الخ) وهي: سبعة عشر، وتسعة عشر، وإحدى وعشرين،

فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (من احتجم لسبع عشرة من الشهر، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين، كان له شفاء من كلّ داء).

ويفضل أن تكون الحجامة في أيام الإثنين والثلاثاء والخميس، وهي مكروهة في يوم الأربعاء، ويفضل أن تطبق الحجامة في مطلع الصباح قبل أن تشتد حرارة الشمس، إن هذا التوقيت ينطبق على الحجامة الرطبة، ولكن في حال إجراء الحجامة الجافة فهي تطبق في أي وقت أو أي يوم أو أي شهر في السنة، أي عند الحاجة لها.

كيف تؤثر الحجامة على الجسم؟

مع تقدمنا في العمر، وخاصة بعد سن الأربعين، تبدأ خلايا أجسامنا في التدهور، مما يؤدي إلى ضمور عضلات الجسم وانسداد الشرايين، وبالتالي تقليل تدفق الدم إلى أعضاء الجسم. نشهد نتيجة هذه التغييرات في شكل انخفاض قوة العضلات، والشعور بالألم في العضلات والمفاصل، وكذلك التجاعيد والجلد الباهت.

من ناحية أخرى، عندما نكون أقل نشاطًا بدنيًا، سيكون تدفق الدم إلى الأنسجة أقل وستؤدي هذه العملية إلى تسريع موت الخلايا. يساعد وضع أكواب الحجامة في مناطق معينة من الجسم على محاربة بعض هذه التأثيرات. فإن عملية شفط الأنسجة في كؤوس الحجامة يزيد من تدفق الدم إلى مناطق معينة من الجسم.

عندما يتدفق دم جديد إلى المنطقة، يحاول الجسم إصلاح الأوعية الجديدة الممزقة، وبناء شعيرات دموية جديدة، وتوسيع شبكة الشعيرات الدموية.

ولهذا فإن للحجامة فوائد عديدة على صحة الجسم، لأن الأوعية الجديدة تتمتع بقدرة عالية على إمداد الدم والأكسجين، وتغذية الأنسجة بشكل أفضل، فستكون أكثر نشاطًا.

أنواع الحجامة

هناك نوعان من الحجامة، وهما الحجامة الجافة التي تمتص الجلد فقط، والحجامة الرطبة وهي مزيج من شفط الجلد والنزيف المتعمد. في كلا الطريقتين، يستخدم الطبيب مادة قابلة للاشتعال، مثل الكحول أو الأعشاب أو الورق، ويضعها في الكوب ويشعل النار فيها، مجرد أن تنطفئ النار، يضع الكوب على الجلد مباشرة.

الحجامة الجافة:

عندما يبرد الهواء داخل الكوب ينتج فراغًا، حيث يتسبب ذلك بشفط وانتفاخ الجلد وتمدد الأوعية الدموية، عادة ما يتم وضع الكوب في مكانه لمدة تصل إلى 3 دقائق ثم ينزع الأكواب من على الجلد. وفي بعض الأحيان يستخدم المعالجون طريقة الانزلاق لمعالجة حالات الاكتئاب باستخدام أكواب السيليكون مع دهن الجلد بزيت السمسم أو زيت الزيتون أو زيت جوز الهند والتي تجعل الأكواب تنزلق بسهولة على الجلد كنوع من أنواع المساج أو التدليك العميق.

الحجامة الرطبة:

بعد وضع الأكواب الخاصة على الجلد لمدة 3 دقائق، يقوم المعالج بشفطٍ خفيف، ثم يتم إزالة الأكواب أو الكؤوس وإجراء شقوق سطحية صغيرة باستخدام مشرط الحجامة، ومن بعدها يقوم الطبيب بالشفط مرة ثانية، حتى تخرج كمية قليلة من الدم. في الجلسة الأولى، يمكنك استخدام 3-5 أكواب فقط. بعد الحجامة يتم استخدام مرهم مضاد حيوي وضمادة لمنع العدوى، وسيعود الجلد إلى طبيعته في غضون 10 أيام.

ما هي الأماكن التي ممكن أن تُطبّق عليها الحجامة؟

تختلف الأماكن التي تطبق عليها الحجامة بحسب الحالة المرضية للشخص، ومن هذه الأماكن:

  • منطقة أسفل الظهر أو بين الكتفين.
  • منطقة الصدر.
  • منطقة الوجه.
  • منطقة الأرداف.
  • منطقة الأرجل بشكل عام.
  • منطقة البطن.
  • الرأس.

الفوائد الصحية للحجامة

أجرى باحثون أستراليون وصينيون 135 دراسة على الحجامة وأكدوا إلى أن الحجامة، عند دمجها مع علاجات أخرى مثل الوخز بالإبر أو الأدوية، يمكن أن تكون فعالة في علاج مشاكل وأمراضًا عدة، على سبيل المثال:

يمكن للحجامة أن تسحب الدم الملوث وتنقي الدم في الجسم. الحجامة طريقة رائعة لطرد السموم. إذا لم تتم معالجة السموم في جسمك على الفور، فلن يعمل الكبد الذي يعالج السموم في الجسم بشكل صحيح. والحجامة لها تأثير إيجابي على الدورة الدموية، فإن شفط الدم الملوث له تأثير جيد على الجسم، لأن تدفق الدم يصبح أقوى. بمجرد تثبيت الكؤوس، ستزيد خلايا الدم البيضاء من انتاج كمية الإنترفيرون حتى عشرة أضعاف. فإن 60 % من الأمراض سببها ضعف الدورة الدموية.

ويمكن للحجامة أيضًا التغلب على التعب الناجم عن تصلب الأعصاب، يستخدم الرياضيون طريقة الحجامة كوسيلة للتعافي ولاستعادة النشاط البدني، كما أنها مثالية لمعالجة الإصابات الدقيقة والوذمة، وتخفيف تقلصات العضلات المجهدة وزيادة حركة المفاصل.

بالإضافة أيضًا إلى علاج الشلل في الوجه، و سرطان عنق الرحم، وأمراض الخصوبة، ومشاكل الجلد مثل الأكزيما وحب الشباب، وارتفاع ضغط الدم، والصداع النصفي، والقلق والاكتئاب واضطرابات النوم، ومعالجة كثافة التهاب الشعب الهوائية الناتجة عن الحساسية والربو، ومشاكل الجهاز الهضمي، وإنها فعالة أيضًا في معالجة مشاكل انقطاع الطمث (قلة الدورة الشهرية)، وفرط كوليسترول الدم (ارتفاع الكوليسترول) والتورم الناتج عن احتباس السوائل.

الآثار الجانبية للحجامة

على الرغم من أن الفوائد الصحية للحجامة عديدة جدًا، إلا أن الحجامة لها أيضًا آثار جانبية على أجسامنا. تعتبر الكدمات من الآثار الجانبية على سطح الجلد.

تحدث الكدمة بسبب تمزق الأوعية الدموية (الشعيرات الدموية) التي تمتصها كؤوس الحجامة. تختفي الكدمة في غضون ثلاثة إلى خمسة أيام حسب استجابة جسم المريض لالتئام الجرح.

بصرف النظر عن الكدمات، يمكن أن تحدث آثار مثل التهاب الجلد، والحروق بعد تطبيق علاج الحجامة على الجسم، وهذا إذا استغرقت الحجامة وقتًا طويلاً ولم يحتملها الجلد، يمكن تجنب هذه الحالة إذا اتبع الممارس أو المعالج الطريقة الصحيحة للحجامة. وقد تكون الحجامة سبب للأمراض المنقولة بالدم مثل التهاب الكبد والإيدز، لذلك من الأفضل قبل تجربة العلاج بالحجامة، انتبه للأدوات المستخدمة التي مرت بعملية التعقيم. لأن أدوات الحجامة تستخدم لأكثر من شخص أحيانًا.

من هم الأشخاص الذين لا يسمح لهم بالحجامة؟

هناك بعض الأشخاص الذين يُمنعون من العلاج بالحجامة، مثل:

  • كبار السن.
  • مرضى السكري.
  • النساء الحوامل.
  • النساء في فترة الحيض.
  • الرضع حتى سن 4 شهور.
  • الأشخاص الذين يعانون من نقص الصفائح الدموية.
  • الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

 ما هي النقاط التي يجب مراعاتها بعد الحجامة؟

  1. تناول عصير طبيعي محلى بالعسل بعد الحجامة.
  2. يمنع القيام بأي مجهود أو عمل شاق أو حتى الجماع، بعد الحجامة ب 24 ساعة لتجنب الجلطات والسكتات الدماغية.
  3. ممنوع التدخين أو تناول الكحول لمدة تصل إلى 12 ساعة بعد الحجامة.
  4. لا تأكل الأسماك ومنتجات الألبان والأطعمة المالحة والأطعمة الباردة والحارة لمدة 24 ساعة.
  5. يمنع الاستحمام  بعد 12 ساعة على الأقل بعد الحجامة، لمنع التهاب الجرح.

أخيرًا..

من الضروري التدقيق في جميع الفوائد والمخاطر التي ستواجهها عند القيام بطريقة الحجامة. ويفضل أيضًا أن يكون طبيبك الخاص على دراية بما سوف تقوم به، لتأخذ منه بعض النصائح والتوجيهات، وتتأكد أيضًا من عدم وجود أي مرض أو عائق يمنعك من القيام بالحجامة، وتعرض نفسك لمخاطر أنت بغنى عنها.

المصادر:

فوائد الحجامة لعلاج الأمراض المختلفة – موقع namnak