الاسبرين للحامل حقائق هامة لسلامة حملك وولادة جنينك بأمان
غالبية النساء تعلم أن فترة الحمل هي من أكثر الفترات المهمة في حياة المرأة وتحتاج إلى رعاية واهتمام من الناحية الصحية والنفسية على حد سواء لأن هذه المرحلة ترتبط بالأم والجنين الذي سيأتي إلى الدنيا.
من هنا لا بد من الاهتمام بكل تفاصيل هذه المرحلة من حيث غذاء الحامل إلى الاهتمام بالرعاية الصحية والمتبعة مع الطبيب المتخصص من خلال الانتباه إلى أنواع الأدوية التي توصف لها أو تتناولها من دون وصفة لذلك في هذا المقال سنتطرق لموضوع هام يتعلق بالأدوية التي توصف للحامل وهي الاسبرين فما هي فوائد الاسبرين للحامل وأضراره أو الآثار الجانبية له والجرعة المسموح بها وأكثر من ذلك فتعالي معنا:
ما هو الاسبرين (Aspirin)؟
الاسبرين أو (Aspirin) هو أحد مثبطات انزيمات الأكسدة الحلقية والذي يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للصفيحات الدموية وهو يعد من أكثر الأدوية استخدامًا في العالم وتم إدراجه ضمن قائمة منظمة الصحة العالمية للأدوية الأساسية.
والاسبرين معروف أيضًا باسم (حمض أسيتيل الساليسيليك (ASA)) كمضاد للالتهابات حيث غالبًا ما يوصف لعلاج الآلام الخفيفة والآلام الرثوية والحمى والعديد من الالتهابات كالتهاب التامور.
بالإضافة إلى أنه في بعض الحالات يتم استخدامه لآلام الصدر ولحماية الشخص من خطر حدوث السكتات الدماغية أو النوبات القلبية وهو أيضًا مميع للدم، إضافة إلى أنه يُباع في الصيدليات بمسميات متعددة تحمل نفس التركيبة.
فوائد الأسبرين للحامل
رغم أن الاسبرين للحامل له مضاعفات وآثار جانبية إلا أن الحامل تحتاج لتناول جرعات محددة من الطبيب المشرف خلال فترة الحمل لما يحتويه من فوائد تعود عليها وعلى الجنين ومن بين هذه الفوائد:
- يحمي الاسبرين الحامل من خطر إصابتها بنزيف أو جلطة دموية.
- الاسبرين له دور كبير في وصول الدم للجنين عن طريق المشيمة مما يساعد في تغذية الجنين كما يساعد في تقوية المشيمة التي تربط بين الأم وجنينها.
- كما أن الاسبرين له دور مسكن للآلام التي تتعرض لها الحامل في فترة الحمل.
- إن تناول الاسبرين في فترة الحمل يخفف من خطر إصابة الحامل بتسمم الحمل وحماية الجنين من خلال توسيع الأوعية الدموية في المشيمة التي تغذي الطفل وتؤثر على نموه.
- إذا كانت الحامل مصابة بمتلازمة الفوسفولبيد (وهو مرض من أمراض المناعة الذاتية الذي يسبب في زيادة خطر تجلط الدم) فإن الأسبرين هو مضاد قوي لهذه الحالة ويساعد في اكتمال فترة الحمل بسلام.
- من مزايا الاسبرين للحامل أنه يُنشط الدورة الدموية الضرورية لصحة الحامل.
- الاسبرين يعمل دور حماية ووقاية للحامل من ارتفاع نسبة السكر بالدم وحدوث نوبات السكري.
- يخفف الاسبرين من خطر ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الحامل.
- يساعد الاسبرين الحامل في علاج مختلف أنواع الالتهابات التي قد تصيبها خلال فترة الحمل.
- يحمي الاسبرين الحامل من تجلط الدم وخاصة إذا كانت مصابة بمتلازمة هيوز (وهي من الاضطرابات المناعية التي تسبب تمدد في الأوعية الدموية وخطر حدوث الجلطات).
هل الاسبرين للحامل دواء آمن؟
لا يعتبر الأسبرين آمن للحامل إلا إذا تم تحت إشراف الطبيب المتخصص على الرغم من عدم وجود دليل على أن الأسبرين بجرعات (75 إلى 300 ملغ والمعروف باسم أسبرين الأطفال) يمكن أن يسبب مشاكل للأم أو للجنين ولكن بكل الأحوال يجب تناوله فقط عندما يصفه الطبيب:
جرعة مخفضة من دواء الاسبرين للحامل:
كما قلنا في البداية فإن تناول حبوب الاسبرين للحامل يجب أن يكون تحت إشراف طبيب متخصص وفي حالات طبية معينة، ومع ذلك لم يثبت حتى الآن أن جرعة مخفضة من الاسبرين للحامل بمعدل (60 إلى 199 ملغ يوميًا) هي ضارة للحامل حتى أنه في بعض الحالات يوصى بها للمرأة الحامل التي تعاني من احتمالية فقدان الحمل المبكر أو لديها اضطرابات تجلط الدم أو مقدمات الارتعاج.
يمكن استخدام جرعة مخفضة من الاسبرين للحامل:
- لمنع أو لتأخير ظهور حالة إصابتها بتسمم حملي.
- كما أنه يمكن تخفيض جرعة الاسبرين للحامل لوقاية الحامل من خطر الإملاص (ولادة جنين ميت).
- كما أن الجرعة المخففة لتخفيض خطر نسبة الولادة المبكرة.
- تساعد الجرعة المخففة من تقييد نمو الجنين.
- إضافة إلى أن منظمة الصحة العالمية أوصت بتخفيض الجرعة المسموحة لتناول الحامل للاسبرين إلى (75 ملغ في اليوم) وذلك قبل فترة (20) أسبوعًا من الحمل للمرأة الحامل المعرضة لخطر الإصابة بمقدمات الارتعاج، أو الحامل التي لديها تاريخ سابق لإصابتها بداء السكري أو الحمل المتعدد أو أمراض الكلى أو بتسمم الحمل أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض المناعة الذاتية.
جرعة عالية من دواء الاسبرين للحامل:
وبالرغم من أن الجرعة المخفضة من الاسبرين للحامل ممكنة وفي حالات معينة إلا أن تناول الحامل لجرعة كبيرة من الاسبرين يمكن أن تُعرضها للمخاطر وذلك حسب مرحلة الحمل:
- تناول الحامل الاسبرين في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل يعرضها لخطر الإجهاض وفقدان الحمل إضافة إلى خطر إصابة الجنين بعيوب خلقية.
- أما تناول المرأة الحامل للأسبرين في الثلث الأخير من الحمل يُعرض الجنين لخطر إصابته بمشكلة الإغلاق المبكر في أحد الأوعية الدموية في قلبه.
- إضاقة إلى أن تناول الاسبرين لفترة طوية أثناء الحمل يمكن أن تعرض الجنين لخطر نزيف في الدماغ وخاصة للأطفال (المبسترين) ” والطفل المبستر هو المولود قبل موعده والذي يسمى بالخدج” لذلك فأنت بحاجة في هذه الفترة من الحمل لمراقبة دقيقة من قبل الطبيب المشرف في حال حاجتك لتناول الاسبرين لحمايتك وحماية طفلك.
ملاحظة:
إن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تتشدد في رقابة الأدوية التي يمكن وصفها للمرأة الحامل لذلك تنصح هذه الإدارة بتجنب الحامل تناول المضادات الحيوية غير الستيرويدية (كمضادات التهاب) وذلك بعد الأسبوع (19) من الحمل إلا تحت إشراف طبي متخصص.
حالات توقف الحامل عن تناول الاسبرين
هناك بعض الحالات التي يجب على الحامل أن تتوقف عن تناول الاسبرين أثناء فترة الحمل والتي يمكن أن نجملها بالتالي:
- في حالة حدوث حمل لأول مرة: يجب على المرأة أن تمتنع عن تناول الاسبرين لأنها لم تتعرف بعد على مضاعفاته وأخطاره على جسمها، أما إذا كانت المرأة الحامل معرضة لخطر الإصابة بمقدمات الارتعاج (وهي من المضاعفات التي تترافق مع الحمل كارتفاع ضغط الدم أو تسبب تلف بأحد أعضاء جسم الحامل كالكبد أو الكلى مما يتوجب العلاج الفوري حتى لا تكون خطيرة على الأم والجنين معًا) فهنا يقدر الطبيب المشرف حالتها وفيما إن كان من الممكن تناولها لحبوب الاسبرين.
- المرأة الحامل المعرضة للإصابة بالفعل بمقدمات الارتعاج تُمنع عن تناول الاسبرين.
- النساء اللواتي لديهن تاريخ من الإصابة بتسمم الحمل سواء كان متأخرًا أو خفيفًا.
- المرأة الحامل التي لديها حساسية من الأسبرين.
- الحامل المصابة بنزيف مطول أو اضطرابات في الصفائح الدموية.
- المرأة الحامل المصابة بداء الربو لأن تناولها للأسبرين يمكن أن يجعل الربو أسوأ في بعض الأحيان.
الجرعة المسموح بها من الاسبرين للحامل

إن الجرعة المسموح بها من الاسبرين للحامل هي (81 ملغ) وذلك وفقًا لحالات معينة صحية عند الحامل.
وفي كل الأحوال سواء كانت الحامل تتناول هذه النسبة من جرعة الاسبرين أثناء فترة الحمل ولحالة طبية معينة أو أنها ترغب في تناول هذه النسبة من الاسبرين كمسكن للألم خلال فترة الحمل لا بد أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب المتخصص والمشرف على حالتها خلال فترة الحمل فقد يوقف تناولها للأسبرين ويصف لها مسكن آخر يُناسب حالتها حسب الحالة الطبية التي تناسبها.
وبناء على هذه الجرعة المخفضة يوصى بتوقف الحامل عن تناول الاسبرين قبل الأسبوع (34) من الحمل إلا إذا كان هناك حالة طبية تستدعي تناولها للأسبيرين حتى تتجنب المضاعفات والمخاطر المحتملة لهذا الدواء.
كما يمكن خفض النسبة لتصل إلى (60 ملغ) تحت إشراف الطبيب المتخصص لحماية الجنين من انسداد الشرايين ونقص التروية لقلبه أو لحماية السائل الأمينوسي من النقصان.
الآثار الجانبية للأسبرين أثناء فترة الحمل
من المفيد أن تعلمي سيدتي وأنت في فترة الحمل أن تناول الاسبرين يمكن أن يحمل معه بعض الآثار الجانبية والمضاعفات وذلك حتى تكوني على دراية بها وبالتالي تحمي نفسك وجنينك من أي منها.
ومن بين هذه الآثار الجانبية لتناول الحامل للأسبرين:
- يمكن أن يزيد تناول الاسبرين أثناء فترة الاخصاب والحمل المبكر من خطر الإجهاض.
- كما يمكن أن يؤثر تناول الحامل للاسبرين على نمو جنينها وقد يسبب في خطر حدوث انفصال في المشيمة التي تغذيه.
- كما إن تناول الحامل لحبوب الاسبرين في الأشهر الأخيرة من الحمل (الأشهر الثلاثة الأخيرة) يمكن أن يسبب في تأخير الولادة إضافة إلى تعرض الجنين لخطر إصابته بمشاكل قلبية.
- كما أنه قد يسبب مشاكل نزيف طويلة الأمد لكل من الأم والجنين.
- كما أن هناك بعض الدراسات التي أجراها الباحثون والتي ربطوا فيها بين تناول الاسبرين أثناء فترة الحمل وتعرض الجنين لبعض العيوب الخلقية.
- ومن أحد الآثار الجانبية الضارة والشائعة لتناول الاسبرين سواء للحامل والاشخاص العاديين بصفة عامة هو اضطراب المعدة والتي تشمل قرحة في المعدة أو نزيف أو قد يسبب تفاقم حالة الربو وخاصة في حالة الإفراط في تناول الجرعة.
ومن المهم أن تعرفي أيضًا أن تناول الاسبرين وخاصة في الاسبوع (30) من الحمل قد يسبب نقص في نسبة السائل الأمينوسي الذي يحيط بالجنين والذي يمكن أن يسبب المضاعفات التالية:
- الضعف في نمو رئتي الجنين.
- عدم نمو مثانة الجنين بشكل كاف.
- وقد تظهر عيوب خلقية في جمجمة الجنين.
- إضافة لظهور عيوب خلقية في قدمي الجنين.
- الضغط على الحبل السري والذي يسبب عدم وصول الدم بشكل كافي وعدم تدفقه بشكل طبيعي من الأم إلى الجنين داخل الرحم.
حقائق عن الاسبرين للحامل تهمك
هناك بعض الحقائق التي يمكن أن تهمك في فترة الحمل وخاصة فيما يتعلق بتناولك للاسبرين ومن بينها:
ماذا لو تناولت الأسبرين أثناء فترة الحمل من تلقاء نفسي؟
لا بد من إعلام طبيبك المشرف على حالتك الصحية خلال فترة الحمل وعن رغبتك بتناول الاسبرين، وكذلك يجب إعلامه فيما لو كنت تتناولين دواء الأسبرين منذ فترة طويلة أو أنك تناولت جرعة عالية منه عندما أصبحت حامل.
فالطبيب المشرف هو الذي يحدد لك فيما إذا كان من الممكن استمرارك بتناول الاسبرين أو إيقافه أو تخفيض جرعته، أو استبداله بدواء آخر بناء على تقييمه لصحتك وتطور صحة الجنين.
هل يمكن أن يمنع تناول الاسبرين أثناء فترة الحمل من حدوث إجهاض؟
قد يكون استخدام جرعات عالية من الاسبرين أثناء فترة الحمل خطيرًا ويسبب مشاكل للحامل وللجنين، مع أنه في نفس الوقت يمكن أن يكون لتناول الاسبرين في حالات معينة نتائج إيجابية وأكثر أمانًا للحامل وللجنين لذلك:
إذا كانت الحامل تعاني من ارتفاع ضغط الدم بسبب الحمل أو كانت الأم الحامل مصابة بمتلازمة هيوز (متلازمة Antiphospholipid) وهو اضطراب في الجهاز المناعي والذي يسبب تجلط الدم) فيمكن أن تؤدي جلطات الدم هذه إلى الإجهاض.
هل يمكن للاسبرين أن يمنع الحمل؟
لا يمكن أن يمنع الأسبرين الحمل حيث في دراسات متخصصة وجد أنه يزيد من فرص الإخصاب للنساء اللواتي تعرضن لحمل فاشل في فترات سابقة.
هل يوجد بديل أكثر أمانًا للاسبرين أثناء فترة الحمل؟
كما قلنا سابقًا يجب إخبار الطبيب المشرف فيما إذا كانت الحامل تتناول الاسبرين منذ فترة وقبل الحمل أو أنها ترغب في تناوله وهنا يحدد الطبيب (حسب تقييمه لحالتها الصحية) ما إذا كان بإمكانها الاستمرار بتناول الاسبرين أو استبداله بدواء أفضل.
علمًا أن دواء الأسيتامينوفين (تايلينول أو باراسيتامول) يعتبر بديلاً أكثر أمانًا لحالات الإصابة بالحمى وارتفاع الحرارة والآلام التي تشعر بها الحامل أثناء فترة الحمل.
أخيرًا ….
قبل أن تقومي بتناول أي دواء أثناء فترة الحمل سواء كان الاسبرين أو أي دواء آخر يجب استشارة الطبيب المشرف على فترة حملك لضمان صحتك وصحة جنينك ولتمضي فترة الحمل بأمان.
هذه المقالة هي مجرد معلومات ثقافية علمية الغاية منها الاطلاع على أمور طبية متداولة وشائعة بشكل واسع إلا أنها لا يمكن أن تكون بديلًا عن استشارة الطبيب المتخصص للتشخيص ووصف العلاج المناسب لكل حالة على حدى.
المصدر: