قصص وحكم تخفي وراءها مواعظ وفوائد
من المعروف أن سرد القصص يجلب السعادة للشخص الذي يروي القصة وللشخص المستمع، كما أن معرفة بعض الحكم من أفواه الحكماء تبين للإنسان ماهية الأشياء وسبب حصولها، وتبين الموعظة والحكمة من حصولها.
في هذا المقال أحببت أن أجمع لكم بعض الحكم التي نطق بها بعض الحكماء، أو أشخاص معروفين بحكمتهم ورأيهم الصائب، كما اخترت بعض القصص التي فيها حكمة وموعظة مع الفائدة والمتعة والتعلم من تجارب الغير، فتعالوا معنا في هذه الجولة.
قصص وحكم
الحياة قصيرة جدًا إلا أنها تمتلئ بالمواقف الصعبة، والأحداث التي تمر علينا، مما يصعب إيجاد بعض الحلول لها، لذلك كانت قصص الناس الذين سبقونا عبارة عن دروس جُمعت من تجاربهم لتكون ملهمًا لنا في بعض المواقف، نستلهم منها العبر والحكم.
قصة توبة كعب بن مالك الأنصاري:
كعب بن مالك الأنصاري هو شاعر الرسول ﷺ وصاحبه، كما أنه أحد الثلاثة الذين خُلّفوا، وتاب الله عليهم. وقد روى ما يقارب (30) حديث.
وقد تحدث كعب بن مالك أنه لم يتخلف عن الجهاد في سبيل الله مع الرسول ﷺ حتى كانت غزوة تبوك، حيث طلب الرسول ﷺ من الصحابة أن يتأهبوا لهذه الغزوة، ويتجهزوا لها، وأخبرهم عليه الصلاة والسلام بأن فيها مشقة وتعب، إضافة إلى طريقها الطويل والشاق مع حرارة الشمس.
تسويف كعب بن مالك
أخذ الناس يَفِدون من كل الأنحاء ليشاركوا في الغزوة، وأعدوا كل ما لديهم لها، إلا كعب بن مالك الذي كان يؤجل التجهز والاستعداد (إنه التسويف)، ويقول في نفسه “غدًا أتَجَهّز”، وهذا كله من عمل الشيطان، لذلك بعد أن تجهز الجميع ومرت الأيام وبدأ الناس بالخروج إلى الغزوة، وجد كعب نفسه لوحده في المدينة والجميع خرج للجهاد، ولم يبق في المدينة إلا المنافقين الذين سيختلقون الأعذار للرسول ﷺ في عدم خروجهم للجهاد.
تخلف كعب بن مالك عن المشاركة في الغزوة وموقفه أمام الرسول
أصاب الهم والغم كعب بن مالك لأنه تأخر عن طاعة رسول الله ﷺ، ولما رجع الرسول مع الرجال من الغزوة سأل عن كعب بقوله: “ما فعل كعب بن مالك؟ (وهذا من حبه لكعب وحرصه على هذا الصحابي المؤمن)، فقال رجل من بني سَلَمَة: يا رسول الله حَبَسَهُ بُرداه، والنظر في عطفيه (أي الدنيا)، فأجابه معاذ بن جبل مدافعًا عن كعب لأنه كان يحبه: “بئس ما قُلت والله”، وتابع مخاطبًا رسول الله ﷺ: “يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرًا”.
يقول كعب بن مالك أنه عندما عاد الرسول ﷺ من الغزو أخذ المُعَذّرون من الناس يختلقون الأعذار أمام الرسول ﷺ حتى يستغفر لهم، حتى جاء دور كعب، حيث لم يستطع أن يكذب بل اختار قول الحقيقة والصدق أمام الرسول ﷺ، حيث قال الرسول ﷺ بعد أن جلس كعب بين يديه:
“ما خَلَّفَكْ؟ ألم تكن قد ابْتَعْتَ ظهرك” (أي كنت مستعدًا للغزوة)، فقال كعب: ” يا رسول الله إني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر، فقد أعطيت جدلًا، ولكني والله لقد علمت لأن حَدّثتُكَ اليوم حديث كذبٍ ترضى به عني، ليوشِكَنّ الله أن يسخط عليّ ويُسخطك عليّ، ولأن حدثتك حديث صدق تَجِدُ عليّ فيه (أي ترضاه)، إني لأرجو فيه عقبى الله، والله يا رسول الله ما كان لي عذر… والله يا رسول الله ما كنت أقوى ولا أيسر في حين تَخَلّفْتُ فيها عنك”، فقال رسول الله ﷺ: “أما هذا فقد صدق، قم حتى يقضي الله فيك”.
سأل كعب إن كان أحد من المخلفين قد صدق رسول الله ﷺ في عذره، فأجابوه بأن هناك رجلان كبيران في السن قد صدقوا الرسول ﷺ وهما (مرارة بن الربيع وهلال بن أمية).
وكان حكم الله فيهم ألا يحدثهم أحد ولا ينظر إليهم مدة 40 يومًا حتى يأتي أمر الله.
وطلب الرسول ﷺ منه أيضًا أن يعتزل زوجته، فطلب منها أن تذهب لبيت أهلها، وبقي لوحده في همه وغمه، وكان يتألم من عدم تحدث أحد إليه، وحتى الرسول ﷺ كان لا ينظر إليه ولا يكلمه، مما آلمه أكثر.
توبة كعب بن مالك
وبقي ما يقارب فترة طويلة حتى جاء أحدهم إليه وأعطاه رسالة من ملك في غسان (أحد ملوك الأنصار)، يطلب منه أن يأتي إليه ليعيش معززًا بعد ما حل به من قومه، إلا أنه أبى وأحرق الرسالة في النار، وعزّ عليه ما حل به وتوجه بالتوبة وطلب المغفرة والرحمة من الله سبحانه وتعالى، وسجد سجدة طويلة يبكي ويستغيث الله ويستغفره حتى الفجر (وكان الرجلان الآخران اللذان صدقا الرسول بعذرهما يفعلان مثله ويطلبان المغفرة)، ونادى منادي “أبشر يا كعب” فعرف أن الفرج قد جاء، وخرّ ساجدًا لله، وعرف أن الله قد أنزل فيه وبالرجلان الآخران آية من آياته في سورة التوبة بقوله تعالى: ” وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” الآية 118.
وقد قال له الرسول عليه الصلاة والسلام وعلى وجهه السرور والفرح: ” أبشر يا كعب بخير يوم مر عليك منذ ولدتك فيه أمك”، فقال كعب: أمن عندك يا رسول الله؟ أم من عند الله عزّ وجلّ؟ قال: “بل من عند الله”.
والعبر التي نأخذها من هذه القصة التي فيها حكم كثيرة:
- عدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد، وابتعد عن التسويف.
- ضرورة اتباع أوامر الرسول عليه الصلاة والسلام دون تأخير.
- الصدق نجاة.
- إرضاء الله مهما كان الأمر ولو كان بسخط الناس أو عدم رضاهم به.
- لا تقنط من رحمة الله فهو الغفور الرحيم بعباده.
قصة العمل عبادة وشرف وكرامة الإنسان:
هذه قصة رواها أنس بن مالك (رضي الله عنه) عن أهمية العمل وعدم مد اليد لأي كان، فالعمل هو شرف وكرامة للشخص وأهله، حيث تحكي هذه القصة عن شخص فقير الحال جاء إلى الرسول ﷺ يسأله أن يعطيه مالًا ليقوى على هذه الحياة هو وأهله:
عن أَنس بن مالِك أَن رجلًا من الأَنصار جاء إلى النَّبيّ (صلَّى اللَّهم عليه وسلَّم) يسأَله، فقال: “لَكَ فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ”، قال: بلى، حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ، وَقَدَحٌ نَشْرَبُ فِيهِ الْمَاءَ، قال له الرسول: “ائْتِنِي بِهِمَا”، قال فأَتاهُ بهما، فأَخذهما رسول اللَّه (صلَّى اللَّهم عليه وسلَّم) بيده ثمّ قال: “مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ”، فقال رجل: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ، قال: “مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا”، قال رجل: أَنا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ، فأَعطاهما إِيَّاه وأَخذ الدّرهمين فأَعطاهما الأَنصاريَّ، وقال: “اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ، وَاشْتَرِ بِالْآخَرِ قَدُومًا فَأْتِنِي به، واذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَلَا أَرَاكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا”، فجعل يحْتَطب ويبيعُ، فجاء وقد أَصاب عشرة دراهم، فقال: “اشْتَرِ بِبَعْضِهَا طَعَامًا وَبِبَعْضِهَا ثَوْبًا”، ثمّ قال: “هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ وَالْمَسْأَلَةُ نُكْتَةٌ فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ أَوْ دَمٍ مُوجِعٍ”. المحدث: الألباني.
في هذه القصة حكمة في أنه يجب على الإنسان أن يعمل بنفسه، ولا يطلب من أحد، ولا يعتمد على الآخرين ولا يتسول مادام في صحته، والعمل هو شرف الإنسان ليردّ عن نفسه وأهله الحاجة إلى غير الله سبحانه وتعالى.
ذكاء يخلص من موقف حرج:
دخل أبو دُلامة على الخليفة المهدي وعنده في المجلس كرام الناس وساداتها، فقال الخليفة المهدي لأبي دُلامة: إن لم تهجُ واحدًا مما في المجلس لأقطعن لسانك والله.
فتحير أبو دلامة ماذا يفعل، ولكن بحكمته ليخلص نفسه من هذا الموقف الصعب الذي وضعه فيه الخليفة المهدي ما كان منه إلى أن هجا نفسه فقال:
ألا أبلغ لديك أبا دلامة فلست من الكرام ولا كرامــــة
جمعت دمامة وجمعت لؤمًا كذاك اللؤم تتبعه الدمامة
إذا لبس العمامة قلت قرد وخنزير إذا نزع العمامــــة
فضحك القوم، ولم يبق منهم أحد إلا أجازه، كما أنه نجا من قطع لسانه.
حكم ومواعظ من سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)
سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) بن عم الرسول عليه الصلاة والسلام، كان حكيمًا حفظ له التاريخ الكثير من الأقوال والأفعال التي تدل على حكمته، ومن بين هذه الأقوال والحكم التي تعطي أفضل المعاني وأحسن الأقوال التي يجب الأخذ بها، وجعلها من الحكم والمواعظ التي مازالت تعيش بيننا وعلينا تطبيقها لما فيها من حكمة وبلاغة وموعظة:
- من ضيّع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة.
- من أطال الأمل أساء العمل.
- بكثرة الصمت تكون الهيبة.
- الصبر صبران: صبر على ما تكره وصبر على ما تحب.
- كل اناء يضيق بما جعل فيه، إلا وعاء العلم فإنه يتسع.
- إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك فقل بئس الملوك وبئس العلماء، وإذا رأيت الملوك على أبواب العلماء فقل نعم الملوك ونعم العلماء.
- اثنان لا يشبعان: طالب علم وطالب مال.
- بركة العمر في حسن العمل.
- الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة.
- لا تصحب في السفر غنيًا فإنك إن ساويته في الإنفاق أضر بك، وإن تفضل عليك استذلك.
- بر الوالدين أن تبذل لهما ما ملكت، وتعطيهما فيما أمرك ما لم يكن معصية، وإن تتعب في البر فان التعب يزول والبر يبقى.
كما قال أيضًا في البلاء والنعم:
وهذه الأقوال تعتبر من الحكم التي لها الكثير من الفائدة من معرفة رأي رجل حكيم وجليل كسيدنا علب بن أبي طالب (رضي الله عنه) المعروف برأيه الصائب وحكمه الكثيرة:
- أَلا وإن من البلاء الفاقة، وأَشدّ من الفاقة مرض البدن، وأشدّ من مرض البدن مرض القلب.
- أَلا وإن من النعم سعة المال، وأفضل من سعة المال صحة البدن، وأفضل من صحة البدن تقوى القلب.
ومن أشعاره في الحكم:
يعزّ غَنّيَّ النفسِ إن قلّ مالهُ ….. ويُغنى غَنّيَّ المالِ وهو ذليلُ
ولا خير في ودِّ إمرىءٍ متلونٍ ….. إذا الريحُ مالتْ مالَ حيثُ تَميلُ
فما أكثر الإخوان حين تَعدّهم ….. ولكنهم في النائباتِ قليلُ
- ومن شعره عن الصمت الذي هو أبلغ من الكلام، وهبة من الله لا يملكها إلا الحكماء، وهي من اللغات التي لو علم الناس ما فيها من عبر وحكم لما تركها أحد:
إنّ القليــل من الكـلام بأهله حَسَــنٌ وإنّ كثـيـرُهُ ممقــوتُ
ما زلّ ذو صمتٍ وما من مكـثرٍ إلا يـَزِلّ وما يُعــاب صمــوتُ
إن كان ينطق ناطقًا من فِضّةٍ فالصمتُ درٌ زانَهُ الياقوتُ
حكم ومواعظ من الماضي
من خلال بعض الأقوال التي نطق بها بعض الحكماء على مر العصور، رأيت أن أطلعكم في هذه المقالة عن بعضها لعلها تكون لها أثر في النفوس الراقية:
- إذا نصحت فلا تفضح، وإذا عاتبت فلا تجرح، وعامل الناس بحاضرهم لا بماضيهم، وعلى قدر عقولهم لا أعمارهم.
- قال أحد الحكماء يوصي تلميذًا له: احسب الأمور قبل أن تُقدم عليها، واشترط قبل أن تشتري شيئًا ولو من الأقارب، فربما يأخذك الخجل فتشتريه بمبلغ أكبر مما لو اشتريته من السوق، أو تقبله على عيبه.
- وقال جبران خليل جبران:
لا تتوقف الحياة بسبب بعض خيبات الأمل، فالوقت لا يتوقف عندما تتعطل الساعة.
ومن الوصايا النافعة:
قال لقمان لابنه:
يا بُنيّ جالس العلماء وازْحَمْهُمْ بركبتيك، فإن الله يُحي القلب الميت بالكلمة من الحكمة كما يُحي الأرض بالمطر.
كما قال لقمان الحكيم لابنه يعظه:
يا بني اجعل خطاياك بين عينيك إلى أن تموت، وأما حسناتك فالْهُ عنها فإنه قد أحصاها من لا ينساها. (معنى الْهُ عنها أي لا تتذكرها).
حكم على لسان الرسول ﷺ
ومن وصايا النبي (عليه الصلاة والسلام) والتي تعتبر حكمًا في الحياة:
- لا تجلس بين النيام ولا تنام بين الجالسين، ولا تضع يدك على خدك ولا تشبك أصابعك، ولا تنهش الخبز مثل اللحم، ولا تأكل الطين، ولا تنظر إلى المرآة ليلًا، ولا تلبس القميص مقلوب، ولا تنفخ في الطعام الحار ولا في قدح الماء، ولا تنظر إلى ما يخرج منك، ولا تتثاءب إلا ويدك على فمك، ولا تشم طعامك، ولا تكبر لقمتك، ولا تأكل في الظلمة.
- إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
- أطب مطعمك تكن مجاب الدعوة.
- اتّق النار ولو بشقّ تمرة.
حكمه عليه الصلاة والسلام في كُره الظلم:
- اتقوا دعوة المظلوم.
- الظّلم ظلمات يوم القيامة.
- قلة المال أقلّ للحساب.
- عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفعُهُمْ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ تُدخِلُهُ على مُسلِمٍ، أو تَكشِفُ عنهُ كُربةً، أو تَقضِيَ عنهُ دَيْنًا، أو تَطرُدَ عنهُ جُوعًا، ولَأَنْ أمْشِيَ مع أخِي المسلمِ في حاجةٍ أحَبُّ إليَّ من أنْ أعتكِفَ في المسجدِ شهْرًا، ومَنْ كفَّ غضَبَهُ، سَتَرَ اللهُ عوْرَتَهُ، ومَنْ كظَمَ غيْظًا ولوْ شاءَ أنْ يُمضِيَهُ أمْضاهُ مَلأَ اللهُ قلْبَهُ رضِىَ يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشَى مع أخيهِ المسلمِ في حاجَتِه حتى يُثْبِتَها لهُ، أثْبتَ اللهُ تعالَى قدَمِه يومَ تَزِلُّ الأقْدامُ، وإنَّ سُوءَ الخُلُقِ لَيُفسِدُ العملَ، كَما يُفسِدُ الخَلُّ العَسَلَ”، المحدث: الألباني المصدر: صحيح
حكمه عليه الصلاة والسلام في حُسن الخُلق:
- سوء الخُلق يُفسد العمل كما يُفسد الخلّ العسل.
- أحب الناس إلى الله أنفعهم.
- خالق الناس بخُلق حسن.
- أثقل شيء في الميزان الخُلق الحسن.
- أحبّ عباد الله إلى الله أحسنهم خُلقًا.
كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام:
- أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد سبحان الله وبحمده.
- أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ.
- من كفّ غضبه ستر الله عورته.
- لا تُكثر الضّحك فإنّ كثرة الضحك تُميت القلب.
- ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
- اتْبع السيئة الحسنة تَمحُها.
قد يهمكِ أيضًا: قصص عن الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم
حكم الإمام الشافعي
ومن روائع حكم الإمام الشافعي الذي عُرف بالحكمة والبلاغة والأشعار التي تحتوي على العديد من العبر والحكم في الكثير من أمورنا الدنيوية:
وتضيقُ دُنيانا فنحسبُ أننا سنموتُ يأسًا أو نموت نَحيبًـا
وإذا بلطفِ اللهِ يهطلُ فجأةً يُربي من اليَبَسِ الفُتاتِ قُلوبًا
قُلْ للّذي ملأ التشاؤم قلبَهُ ومضى يُضيّقُ حولنا الآفاقــــا
سرّ السعادةِ حُسنُ ظنّك بالذي خلقَ الحياة وقسّمَ الأرزاقـــا
- من سمع بأذنه صار حاكيًا، ومن أصغى بقلبه كان واعيًا، ومن وعظ بفعله كان هاديًا.
- إن الأحمق يعيش ليأكل، وإن العاقل يأكل ليعيش، وإن المؤمن يعيش ليعبد الله.
- السخاء والكرم يغطيان عيوب الدنيا والآخرة.
- أشد الأعمال ثلاثة: الجود من قِلّةٍ، والورع في خَلْوَةٍ، وكلمة الحق عند من يُرجى ويُخاف.
- خذ من الصقر ثلاثًا: بُعْدُ النظر، وعِزَّةِ النفس، والحرية.
- ومن شعره أيضًا:
دع الأيام تفعل ما تشاء ……… وطِبْ نَفْسًا إذا حكَمَ القضاء
ولا تجزع لحادثةِ الليالي …….. فما لحوادث الدنيا بقاء
- وقال في حكمة السكوت:
إذا نطق السفيه فلا تجبه … فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت عنـه … وإن خليته كـمدًا يمـــــــوت
حكم ومواعظ متنوعة
أعجب الأشياء:
- أن تعرف الله ثم لا تحبه.
- أن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تتعامل مع غيره.
- أن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له.
- وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته.
- وأعجب من هذا أنك لا بد لك منه ثم أنت تُعرض عنه.
حكم لكنها نصائح غالية:
الكلام كثير ولكن إن أمكنك أن تكون حديثًا حسنًا فافعل.
ما تَسَابّ اثنان قط إلا غلب ألأمهُما.
وقالوا في التواضع:
قال حكيم:
من وضع نفسه دون قدره رفعه الناس فوق قدره، ومن رفعها عن حده وضعه الناس دون قدره.
قالوا لحكيم:
هل تعرف نعمة لا يحسد عليها صاحبها؟
قال: نعم، التواضع.
فقيل له: هل تعرف بلاء لا يُرحم عليه صاحبه؟
قال: نعم، الكِبْر.
ومن أقوال سيدنا علي بن أبي طالب في الكِبْر:
من تكبر على الناس ذل.
ضع فخرك واحطط كِبْرَك واذكر قبرك فإن عليه ممرك.
حكمة في حق التعظيم:
قيل للإسكندر إنك تعظم مؤدبك أكثر من تعظيمك لأبيك، فقال: لأن أبي سبب حياتي الفانية، أما مؤدبي فهو سبب حياتي الباقية.
حكم في العجلة والرفق:
- لا يزال المرء يجني من ثمرة العجلة الندامة.
- ما دخل الرفقُ في شيء إلا زانه، ولا الخُرق في شيء إلا شانه.
- وقد قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هذا الموضوع: إياك والعجلة بالأمور قبل أوانها، أو التثبط فيها عند إمكانها.
حكم في أقوال وأفعال:
- ليس الحكيم الذي يلقنك الحكمة تلقينًا، إنما الحكيم الذي يعمل فتقتدي به.
- لا تحثّ غيرك على فعل الفضائل ما لم تُستكمل فيك، فأفعالك تحث على المحاسن دون أقوالك.
حكم في أثر الحسد:
- قال الأصمعي: رأيت أعرابيًا أتى عليه عُمُرٌ كثير فقلت: أراك حسن الحال في جسدك فقال: نعم تركت الحسد فبقيت نفسي.
- قال سقراط: الحسد يأكل الجسد.
حكم في النظر لعيوبنا قبل عيوب الآخرين:
- قال أحد الحكماء: كن حريصًا على تفقد عيوب نفسك.
- قد يعرف عيب غيره من لا يعرف عيب نفسه، فآكل الثوم مثلًا لا يشم خُبْثَ ريحه في نفَسَهُ ويشمه الآخرون.
- من نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره.
قد يهمك أيضًا: 4 مقالات عن الحياة – وكيف يمكن الحد من تقلباتها ومصاعبها