سلسلة حقائق وغرائب الرجال … قصصًا من النساء عن الرجال (الجزء الثاني)
قرأت ذات مرة مقولة مفادها، سنعتاد ثم ننسى ثم نصبح بخير، فكل شيء في هذا الزمن آني ولحظي، وكل شيء قابلٌ للتغير.
لم أعتد أن أطرح سلسلتي على شكل أجزاء، لكن انهالت عليّ الأسئلة وطالبتني بوضع حلول لها، تكون كمينًا للرجل، وصيدًا حرًا لمطالب وحاجات الأنثى، وطبعًا لا أستطيع أن أمنع نفسي من انتقاد فعل الرجل، لذلك عدت إليكم بجزء ثاني لموضوع مقالتي قصصًا من النساء عن الرجال، تابعي وتعلمي.
وجهة نظر الرجل من أفعاله
يبدو أن الرجل في هذه الأيام قد استعان ببعض الحيل للتغلب علي وعلى أفكاري الحرة، فأصبح يبرر أفعاله بمقولة هذه أطباع ولا يمكن تغييرها، أو تحويرها.
كيف يمكن لفعل خاطئ أن يكون طبع، كيف يمكن لتصرف غير متزن أن يكون طبع، كيف يمكن لزلة لسان ثمنها عمر بحاله أن تكون طبع.
قصصًا من النساء عن الرجال (الجزء الثاني)
لماذا ينظر الرجل إلى النساء أو الأفلام غير الأخلاقية؟
لا بد وأنكم تتساءلون لماذا قمتُ بطرح السؤال من جديد!! والسببُ هنا أن هذه المرة الإجابة ستكون على لسان أحد الرجال المتابعين لسلسلة حقائق وغرائب الرجال، فقد أردت توثيق كلامه على صفحتي وبين سطوري، والذي كان له الفضل في تقديم إجابة شافيه لي ولكم، حيث قال: يوجد ثلاثة أنواع من الرجال الذين يقومون بهذا الفعل:
النوع الأول: هم أولئك الذين يعانون من نقص عاطفي حاد، لذلك تجديه ميالًا لرؤية النساء ومجالستهن والتحدث إليهن بكثرة وهذا النوع يمكن أن يتغير في حال تم ملئ هذا النقص.
النوع الثاني: والذي يعرف باسم (النسونجي) بمعنى لديه هوس شديد بالنساء وكل شيء يخصهن وهذا النوع مخيف حقًا لأنه لا يمكن أن تأمني له، لأن هذا الأمر بطبعه ويكأنه بحالة جوع دائمة، لذلك لن يعتدل أو يُقّوم حتى يتخذ هذا القرار من ذاته أو يعود الى ربه.
أما النوع الأخير: وهم أولئك الذين يتعرضون لموقف ما، كأن تظهر أمامهم صورة لامرأة بالصدفة أو مرّت من أمامه امرأة جميلة جعلته ينظر لها، هذا النوع يمكن إلحاقه بطبيعة الرجال ككل. فالرجل بطبعه ضعيفٌ أمام المرأة، تم ذكر هذا الأمر في قوله تعالى: (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) النساء/28، فقد أثارت فضولي هذه الآية للبحث عن معناها، فالضعف هنا تم توجيهه للرجل ونُسب فحوى الضعف وحُصر ليكون أمام المرأة.
أخيرًا، مهما كان نوع الرجل الذي صادفتِه، لا بد له وأنه يتذكر الآية الكريمة التي تقول (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) سورة النور/30، فغض البصر كناية عن ارتكاب الفواحش التي قد تصاحب فعل النظر.
لماذا يتكلم الرجل ببعض الكلمات المعسولة أمام المرأة؟
السؤال الأدق ما هي غاية الرجل الحقيقية من غمر الفتاة أو المرأة التي أمامه بالكلام الجميل، والمعسول. لذلك وبعد الإبحار والتحري في عالم الرجال وأسرارهم استطعت أن أجمع لكم أربع حجج، تكون سبيلًا في إدانة فعل الرجل، وهي:
أن الرجل الذي يقوم بإلقاء تلك الألفاظ يعاني من بعض المشكلات، فإما أن يكون أعزب، أو يعاني من بعض المشكلات في حياته الزوجية، أو أنه مغرور بجماله أو ماله أو علمه أو أو الخ. كل تلك المشكلات مفادها واحد، وهو أن ذلك الرجل يعاني من الحرمان العاطفي، أي أنه لا يوجد حبٌ في حياته، (فالحب حالة ملاصقة للسعادة، ومن يعيش الحب مع محبوبه لن يتطرق إلى أي امرأة أخرى)، لذلك ستجدي من يعاني هذا النقص ميالًا للنساء وذلك حتى يستشعر منهن ردود فعلهن بعد مدحهن بكلماته المعسولة.
الحجة الثانية، هي أن يستبدل هذا الرجل تلك المرأة بنساء تخصه، كأمه أو زوجته أو أخته، فهل يا تُرى سيقبل عليهن ما يقوم بفعله على غيرهن؟
الحجة الثالثة، هي أن الرجل الذي يقوم بهذا الفعل غير محبب بالنسبة للنساء حتى لو تظاهرن بالعكس، فالمرأة العاقلة والناضجة، ترفض تمامًا هذا الرجل، حتى أنها تجده كأولئك المراهقين الذين لا شُغل لهم إلا إظهار أنفسهم وبطولاتهم أمام النساء.
الحجة الأخيرة، لو أن هذا الرجل يستشعر وجود الله في فعله وأن يقوّم فعله بتقربه من الله وأداء عباداته على أكمل وجه، لكان أعلى مرتبة عند الله، ونال مرتبة الرضا والمحبة والتقدير من النساء.
ما الفرق بين المرأة والرجل عندما يقعان بالحب؟
الحب نعمة عظيمة مُنحت لنا، من دونها لن نشعر بقيمتنا أو بنفسنا، نحن نحيا من أجل الحب، وما أروع أن نجد في محبوبنا ما نرغب ونعيش معه السعادة المرجوة.
بدايةً، تختلف عقلية المرأة في الحب عن الرجل، فهي تبحث عن الأمان والاستقرار، أما الرجل ففي البداية يكون مندفعًا من باب إثارة فضولها لا أكثر.
حب الرجل يبدأ بمراحل ولا يحدث إلا بعد إتمامها على أكمل وجه، أما المرأة فحبها سريع، لذلك غالبًا ما تجدها واقعة في شباك الحب من أول كلمة، وهذا الأمر يعود عليها بالإيجاب فنحن النساء لا يمكن أن ننهي حياتنا من أجل محبوب، نحن كائنات محبة تعيش وتتنفس بعاطفة، وحبنا متعدد نحب زوجنا وأهلنا وأطفالنا وأقربائنا، وأصدقائنا والورود والشمس والقمر، باختصار نحب كل شيء.
أما الرجل فحبه صعبٌ جدًا بل وشِبهُ مستحيل، لأن الرجل بطبعه عندما يحب يقع حقًا في شباك محبوبته، ولا يمكن الفرار منه إلا بمعجزة، لذلك نجده ملتصقًا بمحبوبته كالطفل المطيع، يعمل ما يسعدها، وهو بداخله يصلي ليحافظ على هذا الحب.
الرجلُ قليلًا ما يحب لكن حبه صادق جدًا. أما المرأة فكثيرًا ما تحب لكن حبها آنيٌ جدًا، أي أنها تحب من يحافظ عليها ويصونها ويهتم بها.
الرجل ملول جدًا بالحب، يعشق المغامرة ويكره أن يحصر نفسه في روتين الحب. وهنا نجد أن الرجل يتحول لطفل عندما يحب فيصبح فوضوي ومشاغب. أما المرأة فتحيا بالحب، تُفضل الاستقرار على المغامرة، تُفضل روتين الحب على التغيير الكبير. وهنا نجد أن المرأة تتحول إلى أم عندما تحب فتصبح منظمة أكثر وهادئة ومتزنة.
قد يهمكِ أيضًا: ما معنى الحب وما هي مراحله وعلاماته
أحببت امرأة متزوجة … ماذا أفعل؟
ذكرتُ سابقًا أن الحب نعمة منحت إلينا، لكن لا يمكن أن نتخذها وسيلة لتبرئة أفعالنا الدنيئة والتي تغضب الله أو تعصيه، سؤالك عزيزي الرجل، معيب لأنه آثم، أنت تؤذي عائلة بأكملها وتودي بها إلى الضلال. إن كنت حقًا أحببتها دعها وشأنها واستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
قد يهمكِ أيضًا: سلسلة حقائق وغرائب الرجال … قصصًا من النساء عن الرجال
لا يرغب بأن استمر في عملي … ماذا أفعل؟
كثيرًا ما يتم تداول هذا السؤال، وهو أمرٌ وارد ففي زمن انتشار الضلال والفجور أصبح الرجل يخاف على أسرته وعائلته وأحبائه من كل شيء، وأحد أكثر الأمور المخيفة فكرة عمل المرأة، واختلاطها بالرجال، والتعامل معهم بشكلٍ مباشر، أو التحدث إليهم. هذا عدا عن حضورك في العمل والذي سيفرض ويتحتم عليك الاحتكاك بجميع الأصناف من البشر ومجاملتهم والصبر عليهم.
إلا أنني سأكون وسطية معك وأخبرك بأنني معه ولست معه، أنتِ من ستفرض على زوجك القرار، إن كنت تجدين بنفسك القدرة على مواجهة الأمر والتعامل معه بحزم وقوة، كأن تفرضي احترامك وشخصيتك وكيانك على المحيطين بك في العمل، وتستطيعين أن توقفي من يتجرأ على ابتزازك أو أذيتك، وأن تكوني قدوة للنساء اللاتي يرغبن في العمل ويحافظن على استقلاليتهن فحاولي عندئذ شرح وجهة نظرك تلك لزوجك، وإن كنت لا تملكين هذه الجرأة فخيار ترك العمل هو الأنسب، ولا تنسي هذه المقولة أن الأمة بأكملها تُهدم على ثلاث، هدم الأسرة وهدم التعليم وهدم القدوة. وهنا معنى هدم الأسرة يأتي من الأم، فالأم أو المرأة الصالحة والواثقة والمتزنة هي عامود الأسرة بأكملها.
خطيبي يجبرني على ارتداء ملابس محتشمة جدًا وأنا لا أرغب بذلك .. ماذا أفعل؟
أتعجب في هذا الزمن من رفض الفتيات للارتباط برجلٍ يخاف الله، يخاف عليها وعلى سمعتها، ويرغب في حمايتها من زمن سمح لمن يعاني فساد الأخلاق أن يعيث فسادًا فيه.
احمدي الله أنه ما يزال في هذا المجتمع بضعٌ من الرجال الشرفاء الذين يخافون الله ويصونون عهده ويحافظون على شريعته، حافظي على هذا الرجل وإياك أن تتخلي عنه، فالرسول الكريم أوصانا عند اختيار الزوج، أن نلتمس فيه اثنين دينه وخلقه.
قد يهمكِ أيضًا: