عملية قص المعدة – ما بين المفهوم الخاطئ والأهمية الصحية

ما لا تعرفيه عن عملية قص أو تكميم أو تدبيس المعدة التي تلجأ إليها العديد من السيدات بالذات اللواتي يعانين من السمنة المفرطة، واللواتي يرغبن في الوصول إلى الوزن المناسب، وبالتالي التخلص من الأمراض المرتبطة بالسمنة.

وفي هذا المقال سنتحدث عن عملية قص المعدة بالتفصيل ما لها وما عليها، وما هي المراحل أو الشروط التي على أساسها يتم إجراء العملية، بالإضافة إلى أبرز الايجابيات أو السلبيات التي تحققها. تابعوا معنا.

عملية قص المعدة

تعتبر عملية قص المعدة أو عملية علاج السمنة من العمليات التي انتشرت بشكلٍ كبير في الآونة الأخيرة، والتي أصبحت من العمليات المرغوبة عند الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مرض السمنة المفرطة، ونقصد بكلمة مرض، أي أنها أصبحت اليوم واحدة من أكثر المشاكل خطورة على الصحة.

وتعتبر اليوم المملكة العربية السعودية من أوائل الدول في انتشار السمنة من بين الدول العربية، كما وأنها احتلت المرتبة السابعة عالميًا في انتشار السمنة.

حيث أن 70% من المجتمع السعودي يعاني من مشكلة زيادة الوزن أو البدانة، كما أن هناك حوالي الثلاثة ملايين ونصف من الأطفال ممن يعانون أيضًا من مشكلة السمنة.

وبالمقارنة تعتبر هذه الأرقام مخيفة ومخيبة للآمال بالنسبة للأشخاص أنفسهم وبالنسبة لأهاليهم.

عملية قص المعدة ليست عملية تجميلية وحسب، بل هي عملية وقائية تحمي الجسم من الإصابة بالأمراض المزمنة كالضغط والسكري والكوليسترول.

هل عملية قص المعدة خطيرة؟

تتدرج عمليات قص المعدة ما بين ثلاثة مراحل، من بسيطة إلى متوسطة إلى خطيرة. أو بمعنى آخر يمكن تقسيمها إلى عمليات تقلل نسبة استهلاك الطعام وبالتالي تقليل الامتصاص (كعملية الحزام والتكميم) والتي تعد من أكثر العمليات انتشارًا. والنوع الثاني يعرف باسم عمليات تحويل مسار المعدة، وعمليات تحويل مسار الاثني عشر.

لماذا تعد عملية تكميم أو قص المعدة الأكثر انتشارًا؟

تعد عملية تكميم المعدة أكثر عمليات المعدة انتشارًا عالميًا، مقارنة بعملية تحويل المسار التي بدأ الأطباء التقليل من تطبيقها.

وسبب انتشار عملية التكميم بهذا الشكل:

  • سهولة إجراء العملية، سواء بالنسبة للمريض أو الطبيب المختص.
  • لا يتم تغيير من شكل المعدة وإنما يتم تصغير حجمها.
  • لا يتم عند إجراءها فقد للفيتامينات والعناصر الهامة في الجسم، وبالتالي المريض لا يعاني من المشاكل الخاصة بالامتصاص.
  • تعتبر من العمليات الآمنة والسهلة والسريعة.
  • المشاكل أو المضاعفات التي يمكن أن تسببها بسيطة ولا تذكر، مقارنة بالعمليات الثانية.
  • الفترة الزمنية اللازمة لإجراء العملية قليلة ولا تقارن بالعمليات الأخرى.
  • عملية يمكن إجراءها بالمنظار، بوساطة عمل ثلاث أو أربع فتحات صغيرة.

ما هي الحالات التي تستلزم إجراء عملية قص للمعدة؟

عملية تكميم المعدة

هناك حالات لا يمكن إجراء عملية قص المعدة لها على الإطلاق، وبالتالي هناك شروط خاصة لإجراء هذا النوع من العمليات، ومنها:

  • أن تكون كتلة الجسم أكثر من 35 بوجود أمراض صحية كالضغط والسكري والكوليسترول. أو أن تكون كتلة الجسم أكثر من 40 بغض النظر عن الأمراض الصحية المصاحبة.
  • أن يكون المريض لا يعاني من أية أمراض نفسية، أو في حال وجود أمراض نفسية لكن المريض متحكم فيها عن طريق تناول الأدوية المهدئة بانتظام.
  • أن يكون المريض جرب ممارسة التمارين الرياضية والحميات الغذائية ولكنها لم تنفع معه.
  • أن يكون جسمه معافى من أي مشاكل صحية والتي قد تسبب له فيما بعد دوالي المري أو دوالي المعدة.

في حال التأكد من كل هذه الأمور وتم معاينتها بنتائج ايجابية، يمكن عندئذٍ للمريض إجراء الجراحة بكل أمان وسلامة.

متى يجب اللجوء إلى عملية قص أو تكميم المعدة؟

يجب اللجوء إلى إجراء العملية في حالة:

  • في حالة عدم نجاح الحميات الغذائية، أو نجاحها بشكل طفيف وعودة الوزن بسرعة.
  • في حالة الشعور بقلة الثقة بالنفس وعدم تقبل الشخص لذاته.
  • في حال احتمال إصابته بأمراض خطيرة.

هل يمكن لمرضى الغدد إجراء هذه العميلة؟

بالنسبة للذين يعانون من كسل في عمل الغدة الدرقية، هذه المشكلة تسبب له شراهة لتناول الطعام، وبالتالي زيادة وزنه. كما وأنه أي خلل في الهرمونات قد يسبب زيادة في الوزن.

ولكن بالنسبة لإمكانية إجراء عملية قص للمعدة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من كسل في عمل الغدة الدرقية، فلا يمكن إجراءها لأنها لن تنجح على الإطلاق. إلا في حالة انتظام للهرمونات في الجسم وبقائها ضمن الحد الطبيعي، يمكن عندئذٍ إجراء هذا النوع من العمليات.

هل هناك وزن معين يشترط على المريض لإجراء العملية؟

يجب إجراء هذا النوع من العمليات في حال كان وزنه أكثر من BMI 40، أو في حال إصابته بأمراض معينة مثل السكري أو الضغط، وبالتالي يستلزم إجراء العملية لإنقاص الوزن.

كيف يتم إجراء عملية قص المعدة؟

  • تحت التخدير العام يتم إجراء العملية، تستعمل بعض الأدوات الطبية الدقيقة لإجراء العملية، وذلك بعد إجراء عدة ثقوب في منطقة البطن.
  • بعد ذلك يقوم الطبيب المختص بإجراء تكميم ضيق وذلك بوساطة تدبيس المعدة بشكل شاقولي، لإزالة القسم الكبير المنحني.
  • يتم إجراء العملية بمدة تتراوح بين الساعة إلى الساعة ونصف.

ما بعد العملية

  • لا يمكن تناول الطعام بشكل طبيعي إلا بعد الأسبوع الثالث من العملية.
  • يشعر المريض بعد انتهاء العملية بوحدة وقد يتعرض لحالة نفسية سيئة، لذا يفضل أن تتم احاطته بعناية واهتمام كبيرين من قبل العائلة، والأصدقاء.
  • يشعر المريض بعد انتهاء العملية بآلام ولكن ما تلبث أن تزول بعد عدة أسابيع.

هل يمكن أن يعود المريض إلى وزنه السابق بعد إجراء العملية؟

لا بد والتنويه بأن العمليات الخاصة بقص أو تكميم المعدة هي عمليات مساعدة وليست عمليات علاجية، بمعنى أنها يمكن أن تساعد المريض أن يقلل من وزنه، لكنها لا يمكن أن تمنع الشخص من العودة إلى وزنه قبل إجراءها في حال تهاون في الحفاظ على وزنه أو بعدم اتباع الحمية الغذائية.

فكرة هذا النوع من العمليات هي تغيير في نظام الحياة الغذائي والسلوكي والبدني للإنسان، وبالتالي يعتبر هذا النوع من العمليات غير مفيد في حال عدم تغيير نظام أو أسلوب الحياة المتبع.

بالفعل، فيمكن أن يعود المريض إلى وزنه السابق بعد سنة أو سنتين من
إجراء العملية. وذلك لأن المعدة عبارة عن عضلة، وهذه العضلة قابلة للتمدد مع الوقت، فإذا قام المريض بتعويدها على تناول جزء بسيط من الطعام سوف تحافظ على حجمها والعكس صحيح.

لذا لا بد والالتزام بممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري، بالإضافة إلى تغير أسلوب الحياة بشكل كامل سواء الفكري أو الغذائي.

ما هي سلبيات عملية قص أو تكميم المعدة؟

  • مشكلة التسريب، ولكن انخفضت بشكل كبير هذه المشكلة لتصل نسبتها
    إلى أقل من 1%.
  • مشكلة النزيف، ولكن أيضًا انخفضت نسبة حدوث النزيف لتصل إلى أقل من 1%.
  • إمكانية حدوث تجلطات في الرئتين أو الساقين لتصل إلى أقل من نصف بالمئة.

ولكن كل هذه المشاكل تم ادراكها وانخفضت بشكل كبير، خصوصًا مع تقدم التكنولوجيا الخاصة بالدبابيس، والأجهزة المستخدمة، ومهارة الجراح، جميعهم يلعبوا دور كبير في نجاح أو فشل العملية.

أما على المدى البعيد، فتصنف المضاعفات كما يلي:

قد يصاب بعض الأشخاص بالذات الذين يعانون من ضعف في تناول الطعام، أي لا يتناولون الطعام بطريقة صحيحة، وبالتالي يصبحون عرضة للإصابة بنقص الفيتامينات في الجسم، وهنا تبدأ معاناتهم في عدة مشاكل صحية، كتساقط الشعر، التعب، الخمول، ولكن كل ذلك لا يعتبر من الأمور الخطيرة خاصة بالنسبة للأشخاص غير المهتمين بتناول طعام صحي، وحل هذه المشكلة تكمن في تناول الغذاء بشكل صحي بحيث يحتوي على جميع العناصر المعدنية والفيتامينات الضرورية للجسم.

إمكانية إعادة الوزن مرة ثانية.

في النهاية …

عزيزتي حينما تحافظين على صحة جسدك أنت بذلك تحافظين على روحك وحيويتك وشبابك، ومن جربت شكل الحياة بوزن أخف ولياقة عالية لن تدع نفسها عرضة لعودة الوزن الزائد من جديد.

لذا ننصحك دومًا وقبل إجراء أي نوع من العمليات التأكد من طبيبك المختص حول إمكانية قبول جسدك لهذا النوع من العمليات.

قد يهمك أيضًا: