سرطان الرحم … دليلك الشامل عنه

سرطان الرحم هو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في الولايات المتحدة، حيث ازداد عدد النساء المصابات به في السنوات الأخيرة ليشمل النساء الأصغر سناً. وقد بلغ هذا العدد أكثر من 60.000 امرأة مصابة كل عام.

  تعزى أسباب هذه الزيادة على الأرجح إلى ارتفاع معدلات السمنة، ومرض السكري.  ولكن لا تقلقي، كلما تم اكتشاف سرطان الرحم مبكرًا، كانت النتيجة أفضل، فوفقًا للمعهد الوطني للسرطان، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لجميع المصابين بسرطان بطانة الرحم هو %81.3.

ما هو سرطان الرحم (Endometrial cancer)؟

سرطان الرحم هو أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في الجهاز التناسلي للمرأة، يعرف علميًا بـ (Endometrial cancer) أو (uterine cancer) ، يبدأ سرطان الرحم عندما تتطور خلايا غير طبيعية في الرحم وتبدأ في النمو خارج نطاق السيطرة، مشكلةً كتلة من الخلايا تسمى الورم.

 إذا وجد أن هذا الورم خبيث، فإنه يعد سرطان رحم. حيث أن أكثر من 80 % من سرطانات الرحم هي أورام سرطانية غدية تبدأ في بطانة الرحم.

أنواع سرطان الرحم

 يتم وصف نوعين مختلفين من سرطان الرحم:

1- سرطان بطانة الرحم

 يحدث هذا النوع من السرطان في بطانة الرحم، ويعد أكثر أنواع سرطان الرحم شيوعًا، حيث يشكل أكثر من 95% من الحالات المشخصة. يؤثر سرطان بطانة الرحم على النساء بعد سن اليأس، بشكل أساسي، ونادرًا على النساء اللواتي يقل عمرهن عن 45 عامًا.

2 – الساركوما:

ينشأ في الأنسجة العضلية الداعمة للرحم (عضل الرحم)، يمثل حوالي (2-4) % من سرطانات الرحم، ويعد نادرًا بشكل عام.

طرق تشخيص سرطان الرحم

طرق تشخيص سرطان الرحم

 لا يمكن للطبيب أن يتنبأ بالمسار الدقيق لسرطان الرحم، لأنه يعتمد على عوامل فردية تختلف من سيدة لأخرى تشمل عمرك ولياقتك وتاريخك الطبي. لذا يلجأ إلى طرق مختلفة لتشخيص الورم، وتحديد مدى انتشاره وخطورته منها:

1 – الفحص البدني

يعد الفحص البدني الخطوة الأولى للتشخيص، حيث قد يقوم الطبيب بفحص البطن والرحم بحثًا عن أي تورم.

 لفحص الرحم، سيضع الطبيب إصبعين داخل المهبل أثناء الضغط على البطن، أو قد يستخدم أداة (منظار) لتوسيع جدران المهبل (على غرار اختبار فحص عنق الرحم).

2- فحص الحوض بالموجات فوق الصوتية

 تستخدم الموجات فوق الصوتية للحوض لتكوين صورة للرحم والمبيضين، حيث تصدر هذه الموجات صدى عندما تصطدم بجسم كثيف مثل الورم أو العضو. بعد ذلك يعمل الكمبيوتر على تشكيل صورة بناءً على هذه الأصداء.

عادةً ما تستغرق الموجات فوق الصوتية للحوض ما بين (15 و30) دقيقة. إذا ظهر أي شيء غير عادي، فقد يقترح الطبيب أخذ خزعة. يمكن إجراء تصوير الحوض بالموجات فوق الصوتية بطريقتين، وغالبًا ما يتم إجراء كلا النوعين في نفس الموعد. 

1 – الموجات فوق الصوتية في البطن

تستخدم الموجات فوق الصوتية للبطن من أجل الحصول على صور واضحة للمبايض والرحم، ويتطلب ذلك أن تكون المثانة ممتلئة، لذا سيُطلب منك شرب الماء قبل موعدك. سيقوم فني يسمى اختصاصي تخطيط الصدى بتحريك جهاز صغير يسمى محول الطاقة فوق بطنك.

2 – الموجات فوق الصوتية عبر المهبل

لا تحتاج إلى مثانة ممتلئة، لإجراء الموجات فوق الصوتية عبر المهبل، حيث سيقوم أخصائي الموجات فوق الصوتية بإدخال جهاز محول الطاقة في المهبل. قد تكون هذه الطريقة غير مريحة، لكن لا ينبغي أن تكون مؤلمة.

3 – خزعة بطانة الرحم

 يتم إجراء خزعة بطانة الرحم بإدخال أنبوب طويل ورفيع (pipelle) في المهبل، يعمل على امتصاص الخلايا من بطانة الرحم بلطف.  يتم إرسال الخلايا إلى أخصائي علم الأمراض الذي يفحصها تحت المجهر.

 قد يكون هناك بعض الانزعاج المشابه لتقلصات الدورة الشهرية، لذا قد يقترح طبيبك تناول العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين، قبل الإجراء.

4 – تنظير الرحم والخزعة

 يستخدم منظار الرحم لإتمام هذا الإجراء، وهو جهاز يشبه التلسكوب يتم إدخاله من خلال المهبل إلى الرحم، حيث يسمح لأخصائي أمراض النساء أو أخصائي الأورام النسائية برؤية داخل الرحم. كما يمكن خلال هذا الإجراء، إزالة الأنسجة (خزعة) وإرسالها لمزيد من الاختبارات في المختبر أيضًا.

5 – تحاليل الدم والبول

 يمكن استخدام اختبارات الدم والبول لتقييم صحتك العامة وإبلاغ قرارات العلاج.

6 – اختبارات أخرى

قد يلجأ الطبيب إلى إجراء المزيد من الإختبارت، في حال تم اكتشاف سرطان في الرحم، وذلك بهدف معرفة فيما إذا كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من جسمك، تشمل هذه الإختبارات: الأشعة السينية، أو الأشعة المقطعية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي.

 بالنسبة لأنواع معينة من سرطان الرحم، مثل الساركوما، يمكن استخدام فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.

أعراض الإصابة بسرطان الرحم

أعراض الإصابة بسرطان الرحم

يعد النزيف المهبلي غير المعتاد هو أكثر أعراض سرطان الرحم شيوعًا، وخاصة أي نزيف بعد انقطاع الطمث. قد تشمل الأعراض الشائعة الأخرى:

  • إفرازات مهبلية بيضاء أو شفافة ذات رائحة كريهة بعد انقطاع الطمث.
  • نوبات طويلة جدًا أو شديدة أو متكررة من النزيف المهبلي بعد سن 40 عامًا، والتي لا تستجيب للإدارة الطبية.
  • التبول الصعب أو المؤلم.
  • ألم أثناء الجماع.
  • ألم أو ضغط في منطقة الحوض. في بعض الأحيان، قد يتم تحسس كتلة في منطقة الحوض أو أسفل البطن.
  • فقدان الوزن بشكل غير مبرر.
  • شعور بامتلاء أو ضغط في البطن.
  • تغييرات في الطبيعة المعتادة لعمل الأمعاء أو المثانة.

أسباب الإصابة بسرطان الرحم

السبب الدقيق لسرطان الرحم غير معروف، ولكن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم. 

  • السمنة أو البدانة.
  • التقدم في السن، فوق 55 عامًا.
  • تاريخ من تضخم بطانة الرحم.
  • العلاج بالإستروجين.
  • داء السكري.
  • وجود تاريخ نوع وراثي من سرطان القولون، يُسمى سرطان القولون الوراثي غير السلائلي أو (متلازمة لينش)، وهي اضطراب وراثي يجعلك أكثر عرضة للإصابة بأنواع معينة من السرطان. 
  • تاريخ من سرطان الثدي أو المبيض.
  • تاريخ من تناول عقار تاموكسيفين لعلاج سرطان الثدي أو الوقاية منه.
  • العرق، حيث تتأثر النساء الأميركيات من أصول أفريقية بساركوما الرحم بمعدل ضعف النساء القوقازيات أو الآسيويات.
  • تاريخ من العلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض.
  • حمية غذائية مرتفعة الدهون.
  • تاريخ متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (متلازمة تكيس المبايض).
  • تاريخ السيدة في الإنجاب والحيض، حيث يزداد الخطر إذا لم يكن لديك أطفال من قبل، وكانت الدورة الشهرية الأولى لك قبل سن 12 عامًا، أو مررت بانقطاع الطمث بعد سن 55 عامًا.

طرق علاج سرطان الرحم

طرق علاج سرطان الرحم

 يعتمد علاج سرطان الرحم على نوع السرطان، ومرحلته والصحة العامة للمريضة. حيث يمكن أن تشمل خيارات علاج سرطان الرحم مايلي:

 1 – الجراحة

غالبًا ما تكون الجراحة هي العلاج الرئيسي لسرطان الرحم، خاصة إذا تم اكتشاف السرطان مبكرًا. كما يُنصح بالجراحة للحالات الشديدة من سرطان بطانة الرحم أو لمنع انتشاره بشكل أكبر. حيث تشمل العمليات الجراحية المختلفة استئصال:

  • الرحم وعنق الرحم، أي (استئصال الرحم).
  • الرحم والمبيض وقناتي فالوب إذا انتشر السرطان هناك أو كخطوة احترازية.
  • العقد الليمفاوية المنتشرة حول الرحم أو في الحوض، حيث يتم إزالة العقد الليمفاوية للاختبار، وهو أمر ضروري لتحديد مراحل السرطان.
  • الجزء العلوي من المهبل الذي يرتبط بعنق الرحم.
  • المثانة أو المستقيم إذا عاد السرطان أو انتشر هناك.

قد يستغرق التعافي من الجراحة وقتًا طويلاً.  فريقك المتخصص يعتني بك ويتحدث معك عن جميع الفوائد والآثار الجانبية.

2 – العلاج الإشعاعي

يلجأ الأطباء إلى العلاج الإشعاعي بهدف قتل الخلايا السرطانية، أو لتقليص الورم، مما يسهل إزالته، وذلك عندما يكون السرطان في مراحله الأولى، وإذا لم يكن السرطان عدوانيًا.

 ويتضمن استخدام الأشعة السينية لقتل أو إصابة الخلايا السرطانية، كعلاج إضافي لتقليل خطر تكرار الإصابة بالسرطان بعد الجراحة. قد يوصى به كعلاج رئيسي للنساء غير المؤهلات للجراحة.

 3 – العلاج الهرموني

 غالبًا ما يُقترح في الحالات المتقدمة من سرطان بطانة الرحم، الذي انتشر خارج الرحم.  حيث يستهدف هرمونات معينة في الجسم تساعد أو تمنع نمو سرطان الرحم.

 4 – العلاج الكيميائي

غالبًا ما يوصى به للسيدات المصابين بسرطان بطانة الرحم المتكرر، الذي انتشر خارج الرحم. ويعتمد على استخدام دواء كيميائي مصمم لقتل الخلايا السرطانية، يمكن أن يؤخذ عن طريق الحقن الوريدي أو عن طريق الفم. 

5 – الرعاية التلطيفية

تهدف الرعاية التلطيفية إلى تحسين نوعية حياتك من خلال تخفيف أعراض السرطان. ويتم ذلك بمساعدة فريق طبي متخصص في بعض حالات سرطان الرحم.

حيث يعمل هذا العلاج بالإضافة إلى إبطاء انتشار سرطان الرحم، على تخفيف الألم كما ويساعد في إدارة الأعراض الأخرى. قد يشمل العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي أو العلاجات الدوائية الأخرى.

6 – العلاج الموجه

تتم باستخدام بعض الأدوية الجديدة التي تستهدف التغييرات التي تُلاحظ في الخلايا السرطانية. حيث يعمل العديد منا عن طريق منع تكون الأوعية الدموية الجديدة في الأورام.  هذا يساعد على إبطاء انتشار السرطان.

تأثير سرطان الرحم على حياتك الجنسية

 يمكن أن تغير الآثار الجانبية لطرق علاج سرطان الرحم حياتك الجنسية، إذ قد يؤدي العلاج الهرموني إلى جفاف المهبل، أو تغيرات الحالة المزاجية مما يجعل الجنس مؤلمًا أو يقلل من رغبتك.

أما في حال كنت خضعتي لعملية جراحية لإزالة كل من المبيض والرحم، فقد تعانين من نفس المشكلات. لكن المزلقات يمكن أن تساعد في الجفاف، وتقول بعض النساء إن حياتهن الجنسية تتحسن بالفعل بعد الجراحة لأن لديهن ألم أقل.

تأثير سرطان الرحم على فرص الحمل

 في حين أن معظم النساء المصابات بسرطان الرحم قد تجاوزن سن اليأس، يمكن للشابات أن يصبن به أيضًا.

لذا إذا كنت ترغبين في إنجاب الأطفال، فتحدثي إلى طبيبك حول الخيارات المتاحة أمامك، مثل تخزين البويضات، قبل البدء في العلاج، يمكن أن تؤثر الجراحة والإشعاع والهرمونات على خصوبتك.

نصائح للوقاية من سرطان الرحم

يعد الكشف المبكر عن سرطان الرحم هو الخطوة الأساسية باتجاه العلاج، ويتم ذلك من خلال إجراء فحوصات منتظمة لصحة المرأة حتى يتمكن الطبيب من اكتشاف أي علامات للسرطان مبكرًا.

  • حافظي على نشاطك واعملي على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إذ قد يزيد عمرك وجيناتك وتاريخ عائلتك من خطر الإصابة بسرطان الرحم، وكذلك البدانة. 
  • اتبعي نظامًا غذائيًا صحيًا وقللي من تناول الكحول والتدخين.
  • تحدثي إلى طبيب عام حول نوع من وسائل منع الحمل، التي قد تقلل من فرصتك في الإصابة بسرطان الرحم.
  • تحدث إلى طبيب عام حول العلاج التعويضي بالهرمونات الأفضل بالنسبة لك، إذا كنت تفكرين باللجوء إلى العلاج التعويضي بالهرمونات

المصادر: