تمرين الامتنان .. طريقة فعالة تُمكّنك من استشعار نعم الله عليكِ
لطالما ترددت على مسامعنا بعض الأسئلة التي تدور حول كيفية استشعار نعم الله، أو كيف يمكننا حصر النعم التي منحنا إياها الله، وكيف يمكننا تقديرها جميعها أو التماس البعض منها.
كل تلك التساؤلات سنجيب عنها من خلال اتباع أو تطبيق تمرين بسيط، يعرف بتمرين الامتنان، تابعي معنا.
أهمية استشعار نعم الله
عزيزتي جميع النعم التي أمدنا الله بها جاءت حتى نتقرب إليه، حتى نكون عبادًا مخلصين، فما أعظم التجلي بملكوت الخالق والمكوث في حضرة جلالته، والتغني والتفاخر بنعمه وكرمه.
ربنا الله العزيز عرّفنا على صراطه المستقيم، على درعه المتين، وكان جُلّ ما يطلبه منا هو الامتنان لجلالته وحمده وشُكره.
بعض الآيات الكريمة التي تصف نعم الله:
- وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) (سورة النحل)
- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65) (سورة الحج)
- وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) (سورة الشورى)
- وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ“(18) (سورة النحل)
- أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) (سورة لقمان)
خطوات تطبيق تمرين الامتنان
لن يأخذ منك هذا التمرين أكثر من ثلاث دقائق لإتمامه، يكفي أن تملكين ورقة وقلم، تضعينهما جانب سريرك.
كل يوم وقبل الخلود للنوم، قومي بكتابة خمسة نعم حصلت معك خلال اليوم، أيًا كانت، سواء أنك استيقظت صباحًا وأديت صلاة الفجر في وقتها أو حضرّتي وجبة شهية لأطفالك جعلتهم سُعداء، أو أن صديقتك المغتربة اتصلت واطمأنت عليكِ، أو أن أخوك أحضر لكِ هدية دون مناسبة، الخ
كرري هذه العملية كل يوم ولكن بشرط ألا تكرري النعم التي كتبتها سابقًا.
هذه الطريقة مرتبطة بالدماغ مباشرةً فهي تعمل على تحفيزه للبحث مليًا عن الأشياء أو الأفكار أو الأمور التي حصلت معك خلال يومك وجعلتك في حالة من الامتنان والسعادة.
كيف يمكن للدماغ أن يستجيب لنا؟
الدماغ عضو بسيط يمكن خداعه بسهولة، وبالتالي بعد مضي بضعة أيام يصبح الدماغ لا شعوريًا يبحث من تلقاء نفسه عن النعم التي حصلت معك خلال يومك، تستمر حالة البحث لديه ليصل إلى أدق التفاصيل التي قد تحدث معك، يلتقطها، لتقومي بتسجيلها في الليل قبل النوم كما تفعلين كل يوم.
إذًا الدماغ يمكن أن نغيّره ونضبطه ونقوّمه ببعض الكلمات والتمارين التي تساعده على تعديله، وبالتالي تعديل حالتنا النفسية والإحساس بالأمان والهدوء والسكينة وأخيرًا استشعار النعم والامتنان لله.
ما الغاية من تمرين الامتنان؟
الغاية الأساسية منه، هي أنك وبعد مدة قصيرة ستجدين النعم الكثيرة التي أكرمك الله بها وأنت في غفلة عنها، عبر البحث عنها وتدوينها، تجعلُك تستشعرين حلاوة وجود الله من حولك وكيف أنه أحاطك بعنايته، وحصنّك بفكرك، وآمنك ببيت وأُسرة وأصدقاء وأهل، وكل ما يجول في بالك، وكيف فضّلك على غيرك بعطفه وحنانه.
إذا الغاية من هذا كله هو الإحساس بالسعادة والراحة والسكينة بالرغم من المآسي والأوجاع التي تعيشيها.
تجارب بعض السيدات بعد تطبيق تمرين الامتنان
بعد تطبيق هذا التمرين على عدد كبير من النساء، كانت نتائج تجاربهن مختلفة:
- بعضهن وجدن النعمة العظيمة هي عودة أطفالهن إلى المنزل سالمين.
- وبعضهن وجدن تمام الصحة بعد حالة من المرض نعمة.
- وهناك سيدة لاحظت بعد تطبيق هذا التمرين لمدة شهر، أنه عند عودة زوجها من العمل لا إراديًا لا ينادي إلا اسمها، بنظرها، نعمة عظيمة أن يتذكرها زوجها أول ما تطأ قدماه باب منزلهما. والكثير الكثير.
في النهاية ..
لن أنكر أننا نعيش على أرضٍ أعدت للبلاء، وأن حالة الرتابة والكآبة التي نعيشها وشعور عدم الرضا الذي ينتابنا، والتعاسة المسيطرة على عقولنا تجعلنا نفقد السيطرة على ذاتنا، ولكن يمكننا من خلال تمرين بسيط أن نلتمس ما قد يغيب عن العقول، أن نستحضر هذه النعم ونحمد الله عليها قيامًا وقعودًا.
تذكري أن الانطفاء الذي ينال منك الآن والألم الذي يأكلك لن يشعر به أحد، وحدك من تملكين القرار بإزالته.