العسل للرضع، هل هو آمن؟ وما هي أضراره وكيف نتجنبها؟

يعتبر العسل من المواد الغذائية مرتفعة القيمة الغذائية والتي لها فوائد عديدة على جسم الإنسان، حيث كان يستخدم منذ القدم كعلاج شعبي، كما أنه يستخدم في بعض الحالات الطبية، كمادة فعالة في علاج الحروق والالتهابات.

من المتعارف أن للعسل فوائد متعددة للكبار والصغار، ولكن تخشى بعض الأمهات استخدامه للأطفال حديثي الولادة (الرضع)، لأنه يسبب بعض الأضرار والمشاكل للطفل الرضيع، لذا لا ينصح باستخدام العسل للأطفال الرضع قبل إتمام عامهم الأول، فإذا كنت سيدتي قلقة على صحة طفلك، وتريدين معرفة ما إذا كان العسل للرضع مفيد وآمن، وما هي أضراره وكيفية تجنبها تابعي معنا هذا المقال.

ما هو العسل؟

مقالات ذات صلة قد تهمك:

العسل هو سائل لزج حلو المذاق، يقوم النحل بصنعه عن طريق رحيق الزهور، ومن خلال عملية تبخير الماء يحصل على شكله النهائي وهو شمع العسل (أقراص العسل)، وللعسل أشكال متنوعة تختلف في الطعم واللون والرائحة (حسب مصدر رحيق الأزهار الذي تتغذى عليه النحل).

يحوي العسل على العديد من المعادن الطبيعية والفيتامينات، ومن المعادن الموجودة في العسل الكالسيوم والمغنيزيوم والنحاس والحديد والمنغنيز والفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم والزنك. ويعد من أغنى المواد الطبيعية ومصدر هام لمضادات الأكسدة الطبيعية.

خطورة استخدام العسل للرضع (دون العام الواحد)

يحتوي العسل على أبواغ بكتيريا “المطثية الوشيقية” التي تسبب تسمم غذائي للأطفال الرضع، حيث تبدأ بالتكاثر والنمو في أمعائه، وقد يسبب هذا السم إذا دخل إلى دم الطفل خللًا في الأعصاب الحركية، لأنه يمنع إطلاق الناقل الكيميائي المسؤول عن إرسال إشارات عصبية إلى العضلات “أستيل كولين“. فيبدو الطفل متعبًا وغير قادر على التنفس والبلع، بسبب توقف هذه العضلات عن العمل.

لذلك ننصحك سيدتي إذا ظهرت هذه الأعراض على طفلك، التوجه فورًا إلى الطبيب المختص لتلقي العلاج المناسب.

هل للعسل خطورة على الأطفال فوق عمر السنة أو البالغين؟

لا تسبب منتجات العسل أو العسل الخام خطورة على الأطفال فوق عمر السنة أو البالغين، لأن الجهاز المناعي لهم مكتمل وقادر على التخلص من هذه السموم.

هل تستطيع الأم المرضعة تناول العسل؟

نعم، يعتبر تناول العسل للأم المرضعة آمن، لأن بكتيريا المطثية الوشيقية لا تنتقل عن طريق حليب الأم.

هل من الآمن وضع العسل على لهاية الطفل الرضيع؟

من غير الآمن وضع العسل على لهاية الطفل الرضيع، لأنه يسبب العديد من الأضرار على صحته، لذا ينصح بعدم استخدامه قبل أن يتم الرضيع عامه الأول.

ما هو التسمم الوشيقي عند الأطفال حديثي الولادة (الرضع)؟

التسمم الوشيقي عند الأطفال حديثي الولادة (الرضع) الذي يعرف باسم (infant botulism)، وهو تسمم نادر لكنه خطير يصيب الأمعاء، ويحدث عند ابتلاع الطفل أبواغ بكتيريا “المطثية الوشيقية”، التي تتواجد في العسل أو التربة. وينتج عنه مادة سامة تصيب أعصاب الجسم وقد تؤدي إلى ضعف في العضلات عند الطفل الرضيع وصعوبة في التنفس.

هناك عدة أشكال للتسمم الغذائي الوشيقي هي:

التسمم الغذائي:

ويحدث عن طريق تناول الرضيع بكتيريا المطثية الوشيقية عن طريق العسل أو التربة أو الغبار، حيث تدخل البكتيريا إلى جسمه وتسبب له التسمم. وتشمل أعراضه:

تسمم الجرح:

إذا دخلت بكتيريا المطيثية الوشيقية إلى جسم الرضيع من خلال الجرح فإنها تسبب له التسمم. وتشمل أعراضه:

  • ضعف ووهن في العضلات.
  • صعوبة في البلع.
  • صعوبة في الرؤية.

تسمم الرضيع:

وهو النوع الأكثر شيوعًا حيث تنمو بكتيريا المطثية الوشيقية داخل أمعاء الطفل وتسبب التسمم، ويحدث عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهرين و8 أشهر. حيث تشمل أعراضه:

  • صعوبة في التنفس والرضاعة.
  • سيلان مفرط في اللعاب.
  • بكاء ضعيف.
  • الإمساك.

التسمم الوشيقي الاستنشاقي:

وهو من الأنواع نادرة الحدوث، يحدث في حالة الحروب البيولوجية (استخدام الأسلحة البيولوجية)، التي تعمل على نشر السم في الهواء.

التسمم الوشيقي عند البالغين:

ويعد من الأنواع النادرة أيضًا، حيث يحدث عند الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة بالجهاز الهضمي.

وهذا التسمم لا يحدث عند تناول سم موجود مسبقًا، لكنه يُفرز داخل أمعاء الطفل الرضيع، وسوف نقدم لك سيدتي أهم أعراض التسمم الوشيقي عند الأطفال الرضع.

العسل للاطفال حديثي الولادة

أعراض التسمم الوشيقي عند الأطفال حديثي الولادة (الرضع)

يحدث هذا التسمم عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهرين و 8 أشهر، لهذا السبب ننصحك سيدتي بعدم استخدام العسل قبل أن يبلغ طفلك عامه الأول، أي عندما يصبح جهازه الهضمي قادرًا على مكافحة وطرد هذه الأبوغ بسهولة إلى خارج الجسم.

أعراض التسمم الوشيقي تشمل:

  • الإمساك.
  • مشاكل في البلع والرضاعة عند الطفل.
  • عدم وضوح في الرؤية.
  • ردود أفعال بطيئة أو معدومة.
  • انخفاض في الحركة.
  • سيلان اللعاب بشكلٍ كبير.
  • صعوبة في التنفس.
  • ضعف في الجسم والعضلات عند الرضيع.
  • قلة تعابير الوجه.   

إذا لاحظتي هذه الأعراض على طفلك، يجب عليك فورًا أخذه إلى الطبيب لتشخيص حالته، وعادةً ما تبدأ أعراض التسمم الغذائي بالظهور بين 12و36 ساعة بعد دخول السم إلى الجسم. أما أعراض تسمم الجرح فتبدأ بالظهور بعد حوالي 10 أيام من دخول السم إلى الجسم.

كيف يتم علاج التسمم الوشيقي للرضع؟

يحتاج الطفل الرضيع المصاب بالتسمم الوشيقي إلى رعاية في المستشفى، وعادةً ما يدخل إلى وحدة العناية المركزة (ICU)، حيث يعمل فريق الرعاية الصحية على الحد من المشاكل التي يسببها السم في جسم الرضيع.

يتم معالجة التسمم الوشيقي عند الرضع عن طريق:

  • إعطاء الطفل المصاب مضاد سموم يسمى الجلوبين المناعي للتسمم الغذائي (BIGIV). ويساعد الجلوبين المناعي الطفل على الشفاء بشكل أسرع من التسمم الغذائي وقضاء وقت أقل في المستشفى.
  • قد يحتاج الطفل إلى جهاز تنفس صناعي لعدة أسابيع حتى يستعيد قوته.
  • قد يحتاج الطفل إلى سوائل عن طريق الوريد (IV)، إذا كان للسم تأثير على عضلات البلع عند الرضيع.

مع التشخيص المبكر يمكن للطفل الرضيع الشفاء تمامًا من التسمم الغذائي الوشيقي.

كيف نمنع التسمم الغذائي الوشيقي للأطفال حديثي الولادة (الرضع)؟

للتقليل من خطر الإصابة بالتسمم الغذائي الوشيقي للرضع، يجب عليكِ أن تتجنبي عدة أمور منها:

  • عدم إعطاء طفلك العسل أو المنتجات التي تحتوي على العسل قبل أن يصبح الطفل في عمر السنة.
  • تجنب تعريض الطفل للأتربة، لأن الأتربة من المحتمل أن تكون ملوثة وتحتوي على بكتيريا المطثية الوشيقية، التي تدخل إلى جسم الطفل عن طريق الهواء عند استنشاقها في الرئتين.
  • عدم إعطاء الطفل العسل الخام، لأن العسل الخام تتكاثر فيه أبوغ المطيثية الوشيقية، والتي تعمل على إنتاج السم، وبالتالي تعرض الرضيع للتسمم الغذائي.

الوقاية من التسمم الوشيقي

بعض النصائح لتقليل خطر الإصابة بالتسمم الوشيقي:

عن طريق الغذاء:

نقدم لكِ عدة نصائح للوقاية من التسمم الغذائي الوشيقي:

  • الإبتعاد عن الأطعمة المعلبة، والفاسدة والتخلص من الأطعمة المعلبة القديمة منتهية الصلاحية.
  • التأكد من طهي الطعام بشكل جيد، لأن الغليان لمدة 10 دقائق يساعد على قتل السم.
  • عدم إعطاء العسل للأطفال، قبل أن يتم الطفل عامه الأول.

عن طريق الجروح:

الإبتعاد عن الأدوية المخدرة، سواء المستخدمة عن طريق الحقن أو الاستنشاق، ومعالجة الجروح بشكل عاجل.

بعض الأغذية التي يحذر إعطائها للأطفال الرضع

نقدم لك سيدتي بعض أنواع الطعام غير العسل التي تؤذي صحة طفلك ويجب تجنبها وعدم إعطائها للطفل الرضيع:

  • الأطعمة المالحة.
  • السكر.
  • الدهون.
  • الأجبان.
  • البيض النيء أو المطبوخ.
  • شراب الأرز ومنتجاته.
  • الأسماك.

أخيرًا …

من المهم الإلمام الكافي بالطرق الصحيحة لتغذية طفلك الرضيع، خاصةً في عامه الأول، بالإضافة لضرورة استشارة الطبيب عند استخدام أي منتج خاص بالأطفال حديثي الولادة، مع مراعاة قراءة ملصقات الأطعمة بشكل جيد حتى لا يتعرض طفلك لأي تسمم بالذات تلك التي من الممكن أن تحتوي على العسل.

قد يهمكِ أيضًا: تغذية المرضع صحة للمرأة ورضيعها

المصادر: